مفاوضات بين السعودية وعمان لإنشاء مصانع دوائية مشتركة في مسقط
تجري مجموعة من الشركات السعودية مفاوضات مع وزارة الصحة العمانية بهدف إنشاء مصانع دوائية مشتركة في العاصمة العمانية مسقط، في خطوة تهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين وتحقيق أهداف استراتيجية مشتركة في القطاع الصحي.
فرص استثمار السعودية في القطاع لصحي
ووفقًا لما نشرته صحيفة الاقتصادية السعودية، عقدت الشركات السعودية اجتماعًا مع كبار مسؤولي وزارة الصحة العمانية، حيث تم استعراض فرص الاستثمار في عدة مجالات رئيسية، شملت التحول الرقمي الصحي، وأتمتة النظم الصحية، والصناعات الدوائية، بالإضافة إلى إعادة تصميم وهندسة القطاع الصحي.
وهذا الاجتماع كان خطوة مهمة نحو تطوير التعاون المشترك بين البلدين في هذا المجال الحيوي.
اقرأ أيضًا: أسعار الذهب اليوم في السعودية الإثنين 20 يناير.. كم يسجل ببنك الراجحي؟
التكنولوجيا والابتكار في القطاع الصحي
وخلال الاجتماع، قدمت الشركات السعودية عرضًا مرئيًا تناول الحلول المبتكرة في مجال التحول الرقمي للقطاع الصحي.
كما تضمن العرض مجموعة من المشاريع المتميزة، من أبرزها تطوير أنظمة إلكترونية متكاملة تهدف إلى تحسين إدارة الخدمات الصحية، إلى جانب تحسين تجربة المرضى عبر منصات رقمية متقدمة.
علاوة على ذلك، تم تسليط الضوء على استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات الصحية، بما يساعد على تطوير استراتيجيات أكثر كفاءة وفعالية في تقديم الخدمات الطبية.
تحقيق الاكتفاء الذاتي في القطاع الصحي العماني
وفي إطار هذه المفاوضات، تسعى وزارة الصحة العمانية إلى تحويل السلطنة إلى مركز إقليمي رائد في الإنتاج الدوائي.
يأتي ذلك ضمن خططها الطموحة لتحقيق الاكتفاء الذاتي في القطاع الصحي، مما يعزز من قدرة عمان على تلبية احتياجاتها الصحية الداخلية والحد من الاعتماد على الاستيراد.
وقد طلب الجانب العماني من الشركات السعودية إنشاء مراكز تقنية متقدمة في عمان.
وهذه المراكز ستكون مسؤولة عن توفير الخدمات الرقمية المتطورة، فضلاً عن تدريب الكفاءات المحلية في مختلف التخصصات الصحية.
كما يسعى العمانيون من خلال هذه الخطوة إلى تطوير البنية التحتية الصحية في السلطنة، وتعزيز قدرات القوى العاملة المحلية في هذا المجال.
ترحيب عماني واسع بالاستثمارات السعودية
وأبدى المسؤولون العمانيون ترحيبًا حارًا بالشركات، مشيرين إلى رغبتهم الكبيرة في جذب المزيد من الاستثمارات السعودية إلى عمان، خاصة في القطاعات الحيوية مثل الصناعات الدوائية وأتمتة النظم الصحية.
وأعربوا عن اهتمامهم الاستفادة من الخبرات السعودية في إعادة هيكلة وتطوير القطاع الصحي العماني، بما يسهم في تعزيز كفاءة النظام الصحي في السلطنة.
تعزيز التعاون الاقتصادي بين السعودية وعمان
وتتزامن هذه الخطوات مع تزايد التبادل التجاري بين المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، حيث شهدت الأعوام الأخيرة نموًا ملحوظًا في العلاقات التجارية بين البلدين.
ووفقًا للبيانات الرسمية، بلغ حجم التجارة البينية بين السعودية وعمان نحو 10 مليارات ريال سعودي (ما يعادل 2.66 مليار دولار أمريكي) في عام 2023.
اقرأ أيضًا: مستقبل السوق السعودية.. موجة من التفاؤل مدفوعة بتنفيذ اتفاق غزة وتنصيب ترامب
وهذا النمو جاء مدعومًا بتوسع الاستثمارات الصناعية والنمو في قطاعات متعددة مثل الطاقة، والبتروكيماويات، والتعدين.
كما تسعى كل من الدولتين إلى تعزيز التكامل الاقتصادي الإقليمي ضمن مجلس التعاون الخليجي، من خلال خطوات استراتيجية تهدف إلى جعل البلدين شريكين رئيسيين في المنطقة.
وهذا التعاون المتزايد يسهم في رفع تنافسية البلدين على الساحة العالمية ويعزز من دورهما كمراكز اقتصادية رئيسية في المنطقة.
كما تظهر هذه المفاوضات بين الشركات التابعة للسعودية ووزارة الصحة العمانية أنها خطوة هامة نحو بناء شراكة استراتيجية بين البلدين في مجال الصناعة الدوائية والتحول الرقمي الصحي.
والتوجه نحو تعزيز التكامل الاقتصادي والتعاون في هذه المجالات من شأنه أن يسهم في تحقيق أهداف تنموية طويلة الأمد في كلا البلدين، ويضعهما في موقع متميز على المستوى الإقليمي والدولي.