مفاوضات متقدمة بين موسكو ودمشق.. هل يُسلم الأسد لحكومة سوريا الجديدة؟

كشفت تقارير صحفية عن مفاوضات بين موسكو ودمشق لإعادة ترتيب العلاقات بين البلدين في أعقاب فرار الرئيس السابق بشار الأسد إلى روسيا أواخر العام الماضي.

ووفق التقارير فإن المفاوضات الجارية تعكس واقعًا جديدًا في العلاقات السورية-الروسية، حيث تسعى دمشق لتعزيز سيادتها السياسية والاقتصادية، بينما تحرص موسكو على الحفاظ على وجودها الاستراتيجي.

وتسعى القيادة السورية الجديدة، برئاسة أحمد الشرع، إلى إعادة التفاوض بشأن القواعد العسكرية الروسية في سوريا، وسط مطالب بدعم دبلوماسي وتعويض مالي من موسكو، التي كانت الحليف الأبرز للنظام السابق.

مفاوضات بين موسكو ودمشق

بحسب وسائل إعلام سورية، كشفت مصادر دبلوماسية بأن الشرع ناقش مع مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قضايا رئيسية، من بينها الديون السورية لموسكو، واستعادة الأموال السورية المودعة في روسيا، إضافة إلى مسألة الوجود العسكري الروسي.

وتمثل القواعد الروسية في سوريا، لا سيما قاعدة طرطوس البحرية وقاعدة حميميم الجوية، أحد أبرز الملفات العالقة، حيث تحاول دمشق إعادة النظر في العقود الموقعة خلال حكم الأسد، والتي منحت موسكو امتيازات واسعة.

اتفاق بديل عن الإقصاء الكامل

لا تبدو القيادة السورية الجديدة في وارد إنهاء الوجود الروسي العسكري بالكامل، لكنها تسعى لإعادة التفاوض على شروط الانتشار الروسي، وفق ما أفادت به مصادر مطلعة على سير المحادثات.

وتشير التقديرات إلى أن بقاء القواعد الروسية قد يكون مشروطًا بتقديم موسكو دعمًا اقتصاديًا وسياسيًا للحكومة السورية الجديدة.

مفاوضات بين موسكو ودمشق لتسوية الديون

في اجتماع جمع الشرع مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، طالبت دمشق بإلغاء الديون التي تعاقد عليها النظام السابق مع روسيا، والتي تُقدّر بين 20 و23 مليار دولار.

كما طُرح ملف الأموال السورية المودعة في روسيا، وسط نفي من الجانب الروسي بوجود أي ودائع تعود للأسد ومسؤوليه.

موقف موسكو من تسليم الأسد لـ دمشق

رغم أن مصير الأسد لم يكن الملف الأكثر إلحاحًا، إلا أن دمشق طرحت مسألة تسليمه، وهو ما رفضته موسكو بشكل واضح. وأكد مصدر روسي أن بلاده “لا تتخلى عن حلفائها لمجرد تغيّر الظروف”، في إشارة إلى استمرار الحماية الروسية للأسد، ولو من موقع غير رسمي.

مستقبل القواعد العسكرية الروسية في سوريا

عند سؤاله عن المفاوضات حول القواعد العسكرية، اكتفى المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف بالقول: “نواصل اتصالاتنا مع السلطات السورية”، بينما يرى مراقبون أن موسكو تسعى للحفاظ على نفوذها العسكري في سوريا، لكن بصيغة جديدة تراعي التوازنات الداخلية والخارجية.

مطالبات بتعويضات وإعادة الإعمار

تطالب دمشق بتعويضات عن الأضرار التي لحقت بالبلاد جراء الحرب، حيث تُقدّر الأمم المتحدة كلفة إعادة الإعمار بنحو 400 مليار دولار.

ورغم أن موسكو لا تبدو مستعدة لتحمل مسؤولية مباشرة، فإنها قد تعرض تقديم مساعدات إنسانية أو المشاركة في مشاريع إعادة الإعمار بشروط محددة.

 

اقرأ أيضًا: فرحة مختلفة.. كيف استقبل السوريون أول رمضان بعد سقوط الأسد؟

زر الذهاب إلى الأعلى