مكاسب كبيرة وتكاليف بسيطة.. مصر تواجه نقص الأعلاف بـ”الأزولا”
الأزولا من المحاصيل التي بدأت تتوسع مصر في زراعتها، حيث بدأت الدولة ممثلة في وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي خلال الفترة الماضية، التوسع في زراعة أنواع جديدة من المحاصيل التي لم تكن تُزرع من قبل.
وهي واحدة من النباتات المائية، التي كشفت الأبحاث العلمية إمكاناتها وفوائدها المتعددة، والتي تتيح سبل الاستفادة منها، عبر طرحها كبديل للأعلاف التقليدية المتعارف عليها.
ما هو نبات الأزولا؟
وأوضح تقرير صادر عن قطاع الإرشاد الزراعي أن الأزولا نبات مائي يتكون من فصين، الفص الظهري يحتوي على مادة الكلوروفيل المميزة للونه الأخضر، وفص بطني عديم اللون قليل السُمك، وله جذع قصير وجذور تتدلى في الماء، لتنبت عليها الأوراق بشكل كثيف، وغالبًا ما ينمو في الأماكن الرطبة وعلى سطح البرك والمستنقعات.
اقرأ أيضًا: الكيلو بأكثر من 70 ألف جنيه.. هل تنجح مصر في زراعة الزعفران بمساحات كبيرة؟
وأشار التقرير إلى أنها ليست بالنبات الجديد على المصريين، حيث تواجدت لفترات طويلة على أسطح ترع وقنوات المصارف في القرى، كما تعددت مسمياتها ليعرفها البعض باسم “عدس الماء” أو “العُديس” أو “خزاز البحر”، أما أن المسمى العلمي لهذا النبات المائي هو “الأزولا”، والذي أكدت نتائج الأبحاث والتجارب المعملية احتوائه على البروتين بنسب تتراوح بين 20 و35%، ما يجعله خيارًا مثاليًا للعديد من المشروعات الاقتصادية، وفي مقدمتها الإنتاج الحيواني والداجني.
المكاسب الاقتصادية لزراعته
وأشار التقرير إلى أن المحصول من المحاصيل المربحة، حيث إن أن الفدان ينتج ما يوازي 600 كجم يوميًا، بعد تصفيتها من المياه الزائدة، والتي تمثل قرابة الـ90% من إجمالي وزنها.
اقرأ أيضًا: التكنولوجيا في خدمة الزراعة.. نظم حديثة للري ومراقبة المحاصيل بالأقمار الصناعية
وأوضح التقرير أن أن القيمة التسويقية للأزولا، تتراوح بين 2.5 إلى 3.5 جنيه، بحسب أسعار التداول وهي تتغير صعودًا وهبوطًا تبعًا لمعدلات وقواعد العرض والطلب ما يترجم إلى عائد اقتصادي يقترب من حدود الـ21 ألف جنيه شهريًا.
وقال التقرير: “في حين تكون فترة نشاط وذروة الإنتاج تكون خلال فترة الصيف، حيث تكون معدلات الإنتاجية مرهونة بدرجات الحرارة المحيطة، والتي يتوجب ألا تقل عن 27 مئوية، حيث تتراجع هذه المعدلات حال هبوط درجات الحرارة”.
درجة عالية من البروتين
وأشار التقرير إلى أن الأزولا تحتوي على نسبة كبيرة من البروتين والتي تختلف باختلاف البيئة التي تتواجد فيها، فهي ترتفع حال إنباتها على أسطح المزارع السمكية، فيما تقل هذه النسبة إذا ما تمت تربيتها على الطفلة فوق أسطح بلاستيكية “مشمعات”.
كما يمكن الاستفادة من نبات الأزولا في عدد من الصناعات الدوائية نظرًا لاحتوائها على العديد من المواد المضادة للسموم والأكسدة، بالإضافة لمجموعة كبيرة من الأنزيمات والمركبات التي يمكن استغلالها في مجال الصناعات الدوائية.
تحديات التوسع في زراعة الأزولا
وقال التقرير إن من أبرز التحديات التي تواجه زراعة وإنتاج الأزولا، هو ارتفاع نسب إصابتها ببعض الممرضات، والتي تؤثر سلبًا على معدلات الإنتاجية المرجوة والمتوقعة، كما أن من بين التحديات أيضًا ارتفاع تكلفة رعاية هذا النبات المائي واحتياجه إلى استراتيجيات التظليل، لمقاومة تداعيات التغيرات المناخية.
اقرأ أيضًا: فاكهة الآلام.. مصر تتوسع في زراعة الباشون فروت بعد بدء تصديره
كما أن ارتفاع درجات حرارة الجو وتجاوزها لحدود الـ30 إلى 35 مئوية يهدد بفقدان مساحات كبيرة من حجم الحصاد والمحصول المتوقع، حال استمرارها لأكثر من 48 ساعة، حيث يترتب على هذا الارتفاع جفاف واحتراق أغلب النباتات، وعلى الرغم من ذلك فإنه لا يتحتم إقامة الصوبات بشكلها التقليدي المتعارف عليه حول النباتات، كما يجب ترك الجوانب مفتوحة لضمان نفاذ النسب الآمنة من أشعة الشمس.
بدائل أفضل للأعلاف التقليدية
من جانبها أوضحت د. حنان حسنين، رئيس مركز بحوث المخلفات بمركز بحوث صحة الحيوان، إمكانية استخدام نبات الأزولا كـ”علائق” بمشروعات الإنتاج الداجني كأحد البدائل المتاحة للأعلاف التقليدية.
اقرأ أيضًا: بـ5 ملايين طن سنويًا| مصر بين الكبار في زراعة البصل
وأكد أهمية الأزولا كبديل غير تقليدي يمكن التوصية باستخدامه في تغذية المجترات كالماشية والأغنام، ولكنها أكدت أن أقصى استخدام مفترض لنيات الأزولا يجب الا يتجاوز حدود الـ20% من حجم العليقة الكلية المستخدمة في التغذية.