من طهران لـ مكران.. 100 مليار دولار لنقل العاصمة الإيرانية إلى الجنة المفقودة

القاهرة (خاص عن مصر)- في مواجهة تحديات البنية التحتية المتفاقمة، وتزايد عدد سكان طهران، والمخاوف البيئية، تفكر طهران مرة أخرى في نقل العاصمة الإيرانية.

وفقا لتقرير فرنس 24، أعاد الرئيس الإصلاحي مسعود بزشكيان، الذي تولى منصبه في يوليو 2024، إشعال المناقشات حول نقل المركز السياسي والاقتصادي للبلاد إلى مكران، وهي منطقة ساحلية على طول خليج عمان.

لقد اعتُبرت الفكرة، التي نوقشت منذ الثورة الإسلامية عام 1979، غير عملية تاريخيًا بسبب العقبات المالية واللوجستية، ومع ذلك، يزعم بزشكيان أن هذه الخطوة ضرورية الآن، مشيرًا إلى الازدحام المروري ونقص المياه والتلوث وهبوط الأرض كقضايا رئيسية تعاني منها طهران.

مكران: “الجنة المفقودة” كمركز اقتصادي مستقبلي

مكران، وهي منطقة ساحلية غير متطورة إلى حد كبير تمتد على طول محافظتي سيستان وبلوشستان وهرمزجان في إيران، تم تحديدها كموقع محتمل لعاصمة جديدة، وأشار إليها وزير الخارجية عباس عراقجي باعتبارها “الجنة المفقودة” وأكد على إمكاناتها لتصبح المركز الاقتصادي لإيران والمنطقة.

أكد الرئيس بزشكيان أن نقل العاصمة إلى الجنوب وأقرب إلى البحر خطوة ضرورية للنمو الاقتصادي والاستدامة في إيران.

اقرأ أيضا.. مصري أسير في أوكرانيا.. رحلة من التعليم إلى جندي على الخطوط الأمامية بروسيا

الاعتبارات الاستراتيجية والاقتصادية لنقل العاصمة الإيرانية

إن نقل العاصمة الإيرانية يقدم فرصًا وتحديات في الوقت نفسه:

المزايا:

التنمية الإقليمية: يمكن أن يعزز تحول مكران النشاط الاقتصادي، وخاصة في التجارة والصناعة البحرية.

انخفاض مخاطر الزلازل: على عكس طهران، التي تتعرض للزلازل، تعتبر مكران أقل عرضة للكوارث الزلزالية.

الوصول إلى المياه المفتوحة: القرب من خليج عمان قد يضع إيران في وضع أكثر تنافسية إلى جانب الموانئ الإقليمية مثل دبي وجوادر.

التحديات:

العبء المالي: تقدر تكلفة الانتقال بحوالي 100 مليار دولار، وهو استثمار كبير بالنظر إلى الصراعات الاقتصادية المستمرة في إيران والعقوبات الدولية.

ضعف المناخ: يحذر الخبراء من أن ارتفاع درجات الحرارة، وانخفاض هطول الأمطار، وموارد المياه المحدودة قد تعقد التنمية الحضرية واسعة النطاق في مكران.

الأهمية الثقافية والتاريخية لطهران: ينظر العديد من الإيرانيين إلى طهران باعتبارها قلب هوية البلاد، مع جذور تاريخية عميقة تعود إلى سلالة قاجار.

آراء عامة وخبراء بشأن التحرك

بينما يؤيد بعض المشرعين والمسؤولين هذه الخطوة، يظل آخرون متشككين. وأكد النائب علي خزاعي أن أي عاصمة جديدة يجب أن تحافظ على التراث الثقافي الغني لإيران.

كما شكك أستاذ التخطيط الحضري علي خاكسار رفسنجاني في القرار، قائلاً إن الموقع الاستراتيجي لطهران أمر بالغ الأهمية في حالات الطوارئ والحرب، في حين تظل مكران عرضة للخطر من الناحية الجيوسياسية.

يعتقد عمدة طهران السابق بيروز حناتشي أن مشاكل طهران الحالية يمكن حلها من خلال الاستثمار في البنية التحتية بدلاً من الانتقال.

من ناحية أخرى، تشير بانافشة كينوش، زميلة المعهد الدولي للدراسات الإيرانية، إلى أن هذه الخطوة تعكس طموحات إيران الجيوسياسية الأوسع نطاقًا، وأشارت إلى أن إيران ربما تسعى إلى التنافس مع المدن الساحلية الكبرى في المنطقة وتعزيز موقعها الاستراتيجي في الخليج الفارسي.

آفاق المستقبل: مقامرة سياسية واقتصادية

بينما تواصل الحكومة الإيرانية تقييم جدوى الانتقال، لم يتم الإعلان عن جدول زمني رسمي. ونظراً للمخاطر الاقتصادية واللوجستية والسياسية، فمن المتوقع أن يستمر النقاش مع قيام السلطات بموازنة الفوائد طويلة الأجل مقابل التحديات المباشرة لمثل هذا التحول الضخم.

في حين تكافح إيران مع أزماتها الحضرية والبيئية، يظل مستقبل عاصمتها غير مؤكد – ما إذا كان تاريخ طهران العميق الجذور سيبقيها قلب الأمة أو ما إذا كانت مكران ستظهر كبوابة إيران الجديدة للعالم.

زر الذهاب إلى الأعلى