من هو هاشم صفي الدين زعيم حزب الله المحتمل؟ هدد إسرائيل: “استعدوا للبكاء والنحيب”
هاشم صفي الدين زعيم حزب الله الجديد وإرث نصر الله
يجد حزب الله نفسه في وضع محفوف بالمخاطر. فقد ترك اغتيال حسن نصر الله، الشخصية التي حولت حزب الله إلى قوة إقليمية، فراغًا قياديًا قد يملأه هاشم صفي الدين قريبًا.
بحسب تقارير نشرتها صنداي تايمز ونيويورك تايمز، ولد صفي الدين في جنوب لبنان في ستينيات القرن العشرين، وارتقى بشكل مطرد في صفوف حزب الله منذ تأسيسه في الثمانينيات، واكتسب سمعة طيبة بسبب آرائه وعلاقاته الوثيقة بإيران.
بحسب خاص عن مصر، فرغم أن تشابهه مع نصر الله، جسديًا وأيديولوجيًا، قد يطمئن أنصار حزب الله، فإن طريق صفي الدين إلى الأمام محفوف بالتحديات. يقترح الخبراء أن مهمته الأساسية ستكون ضمان بقاء حزب الله في أعقاب الخسائر الفادحة الناجمة عن الغارات الجوية الإسرائيلية. كما قال هو نفسه في جنازة أحد مقاتلي حزب الله الذين سقطوا، “عندما يستشهد أي زعيم، يحمل آخر العلم بتصميم جديد”. لكن إرث نصر الله سيكون من الصعب مضاهاته.
زعامة حزب الله: إرث حسن نصر الله
كانت زعامة حسن نصر الله لحزب الله لمدة عقدين من الزمان تحويلية. تحت إرشاده، تطور حزب الله من ميليشيا لبنانية إلى قوة عسكرية وسياسية إقليمية، قادرة على مواجهة إسرائيل بشكل مباشر وتشكيل السياسة الداخلية في لبنان. وتشمل نجاحات حزب الله تحت قيادة نصر الله الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000 وحرب لبنان عام 2006، حيث قاتل حزب الله إسرائيل حتى وصل إلى طريق مسدود.
كما عزز نصر الله دور حزب الله كقوة سياسية داخل لبنان، حيث أشرف على الخدمات الاجتماعية، وعمل كحزب سياسي، وفرض نفوذه بشكل كبير على من يمكنه حكم البلاد. وقد جعلته قدرته على الملاحة الماهرة في كل من السياسة الداخلية والصراعات الإقليمية شخصية لا يمكن تعويضها في نظر أتباع حزب الله.
والآن، مع القضاء على معظم قيادات حزب الله في الغارات الجوية الإسرائيلية، سيرث صفي الدين منظمة ضعيفة في وقت حيث مستقبل حزب الله غير مؤكد.
العلاقة الإيرانية: علاقات صفي الدين العميقة بطهران
إن علاقات صفي الدين بإيران ليست سياسية فحسب، بل إنها شخصية عميقة أيضًا. ابنه متزوج من ابنة قاسم سليماني، الرئيس السابق لقوة القدس الإيرانية الذي لعب دورًا رئيسيًا في تشكيل شبكة إيران من الميليشيات في جميع أنحاء المنطقة قبل اغتياله في عام 2020. درس صفي الدين نفسه الدين في إيران، حيث طور علاقات قوية مع النخبة الحاكمة في إيران. يشغل شقيقه عبد الله صفي الدين منصب ممثل حزب الله في إيران، مما يعزز تحالف المجموعة مع طهران.
أقرا أيضا.. حزب الله في أزمة.. المصير غير المؤكد لـ هاشم صفي الدين بعد الغارات الإسرائيلية
من نواح عديدة، يمكن أن تؤدي قيادة صفي الدين إلى تعميق اعتماد حزب الله على إيران. ونظرًا لارتباطاته العائلية والسياسية القوية بطهران، يعتقد الخبراء أن إيران ستستمر في ممارسة تأثير كبير على قرارات حزب الله، وخاصة في أعقاب الحملة العسكرية الإسرائيلية الأخيرة.
حملة إسرائيل: استهداف قيادة حزب الله
ركزت استراتيجية إسرائيل في الأسابيع الأخيرة على قطع رأس قيادة حزب الله. أعقب اغتيال نصر الله، وهو إنجاز ضخم للمخابرات والقوات العسكرية الإسرائيلية، وابل من الغارات الجوية التي استهدفت كبار مسؤولي حزب الله، بما في ذلك صفي الدين. ورغم أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الغارات الجوية الإسرائيلية الأخيرة قد نجحت في قتل صفي الدين، فقد أكد المسؤولون الإسرائيليون أن الحملة الرامية إلى إضعاف قيادة حزب الله سوف تستمر.
ويعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن إبعاد كبار قادة حزب الله من شأنه أن يشل قدرة المجموعة على تنسيق العمليات العسكرية والحفاظ على نفوذها في لبنان. ومع ذلك، أظهر حزب الله مرونة في الماضي، حيث تم تصميم هيكل قيادته لضمان استعداد الخلفاء للتدخل إذا تم اغتيال أحد القادة. وكما تشير كلمات صفي الدين، فإن حزب الله مستعد للتحولات القيادية في أوقات الصراع.
مستقبل حزب الله: ما الذي ينتظر صفي الدين؟
إذا تولى صفي الدين قيادة حزب الله بالفعل، فسوف تتسم زعامته بالتحديات الخارجية والداخلية. وعلى الصعيد المحلي، سوف تتطلب السياسة الطائفية المعقدة في لبنان والأزمة الاقتصادية المستمرة مناورات سياسية بارعة. فقد ظل منافسو حزب الله اللبنانيون صامتين إلى حد كبير أو حتى أظهروا دعمهم للجماعة بعد وفاة نصر الله، مدركين للدمار الذي أحدثته الغارات الجوية الإسرائيلية على لبنان. ولكن هذه الوحدة قد تكون قصيرة الأجل، حيث قد تخضع هيمنة حزب الله على المشهد السياسي في لبنان للتدقيق مرة أخرى.