منافسة محتدمة بين 4 شركات للفوز بإعادة تأهيل شركة “الدلتا للأسمدة”
تشهد شركة “الدلتا للأسمدة والصناعات الكيماوية” المصرية منافسة محتدمة بين أربع شركات مصرية وعربية تهدف إلى إعادة إحيائها وتطويرها، بعد أن توقفت عن العمل لأكثر من أربعة أعوام، وتقدر القيمة الأولية لهذه العملية بنحو 450 مليون دولار.
الشركات المتنافسة على إعادة التأهيل
ومن بين الشركات التي أبدت اهتمامها بعملية إعادة تأهيل وتطوير شركة “الدلتا للأسمدة” المصرية، نجد كل من، شركة “أبوقير للأسمدة، وشركة “مصر لإنتاج الأسمدة” (موبكو)، والشركة “المصرية القابضة للبتروكيماويات”، وشركة تابعة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي.
والشركات الأربع تسعى إلى الاستفادة من الفرصة لإعادة تشغيل الشركة التي تأسست في عام 1998، والتي تعد مملوكة بالكامل للشركة القابضة للصناعات الكيماوية التابعة للحكومة المصرية.
توقف الشركة وتداعياته
وتوقف العمل في مصانع “الدلتا للأسمدة” منذ ما يقارب أربعة أعوام، وهو ما أدى إلى تكبدها خسائر كبيرة تقدر بنحو 309 ملايين جنيه مصري “ما يعادل 6.3 مليون دولار” في العام المالي 2022-2023، والذي انتهى في يونيو 2023، وفقًا لتقارير مالية رسمية.
اقرأ أيضًا: صندوق مصر السيادي.. ذراع الدولة للاستثمار في المشروعات الحيوية ودعم النمو الاقتصادي
تفاصيل عملية إعادة التأهيل
والقيمة المبدئية لعملية إعادة تطوير الشركة ستبلغ حوالي 450 مليون دولار”، وهذه القيمة قد تتغير بعد الانتهاء من عملية التقييم الحالية، في حين أن عملية إعادة التأهيل ستتم من خلال زيادة رأس المال بالقيمة العادلة للشركة، وإرساء التعاقد مع إحدى الشركات المتنافسة سيتم في الربع الأول من عام 2025.
تقييم الشركات ومستشارو العملية
وتعمل شركة “بيكر تيلي للاستشارات المالية” على الانتهاء من إعداد تقييم القيمة العادلة لعملية إعادة التأهيل خلال الأسبوعين المقبلين، في حين تم تكليف بنك الاستثمار “الأهلي فاروس” بمهمة الترويج لعملية التطوير وجذب المستثمرين أو التحالفات المشاركة في المشروع.
من المتوقع أن تسهم عملية إعادة تشغيل “الدلتا للأسمدة” في تعزيز قطاع الصناعات الكيماوية في مصر، وتحقيق مكاسب اقتصادية كبيرة على المدى الطويل.
انتاج شركة الدلتا للأسمدة
وشركة الدلتا للأسمدة والصناعات الكيماوية هي واحدة من أكبر الشركات المصرية المتخصصة في إنتاج الأسمدة، وهي مملوكة للشركة القابضة للصناعات الكيماوية، ويقع مصنعها الرئيسي في طلخا بمحافظة الدقهلية، وتعمل الشركة على إنتاج أنواع متعددة من الأسمدة، بما في ذلك سماد اليوريا، ونترات الأمونيوم، والأسمدة المركبة الصلبة والسائلة، بالإضافة إلى منتجات أخرى مثل الأمونيا وحمض النيتريك.
والشركة تسعى إلى تطوير بنيتها التحتية وتحديث معداتها، ومن أبرز التطورات الحديثة التي شهدتها الشركة هو بدء مشروع تحديث وحدة إنتاج حمض النيتريك لتتماشى مع المتطلبات البيئية، وكذلك تحديث خطوط إنتاج البلاستيك المستخدمة في تصنيع العبوات.
علاوة على ذلك، تعمل الشركة على تطوير وحدة توليد الطاقة المشترك، مما سيوفر لها نحو 50 مليون جنيه سنوياً، وإلى جانب ذلك، بدأت الشركة في استخدام تقنيات متقدمة لمعالجة المياه مما يقلل من الفاقد ويحسن من جودة المياه المستخدمة في التصنيع.
وعلى الرغم من توقف الشركة عن العمل لفترة، فإنها تسعى حالياً لإعادة تأهيل مصانعها بمشاركة مستثمرين من الداخل والخارج.
اقرأ أيضًا: متى يتفوق الجنيه المصري على الدولار؟.. خبير اقتصادي يوضح الحلول الممكنة
تاريخ شركة الدلتا للأسمدة والصناعات الكيماوية
وبدأت شركة “الدلتا للأسمدة والصناعات الكيماوية” عملياتها في مدينة طلخا بعد نقل مصنع إنتاج نترات الأمونيا من السويس في عام 1969، و المصنع توسع في السبعينيات، حيث تم تصميم مصنع لإنتاج اليوريا بقدرة إنتاجية يومية بلغت 1725 طن، بالإضافة إلى وحدة إنتاج أمونيا بحجم 1200 طن يوميًا، وبدأت هذه الوحدات عملها بحلول عام 1980.
وخلال العقود التالية، كانت الشركة رائدة في إنتاج الأسمدة، ولكن واجهت تحديات كبرى، من بينها توقف الإنتاج بعد حريق في عام 2020، وهذا التوقف أدى إلى خطط لنقل وحدات الإنتاج إلى مصنع “النصر للأسمدة” في السويس، إلا أن هذه الخطة تم التراجع عنها لاحقًا مع اتخاذ قرار بتطوير المصانع في موقعها الأصلي بطلخا.