منع انتقاد إسرائيل.. حكاية وثيقة أشعلت مواقع التواصل في سوريا

حالة من الجدل شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي في سوريا بعد تداول أنباء عن قيام السلطات بإصدار أوامر لموظفي الحكومة بـ منع انتقاد إسرائيل أو المشاركة في تظاهرات ضدها.
وتداول نشطاء وثيقة منسوبة لمجلس الوزراء زعم مروجوها أنها تحظر وتمنع الموظفين الحكوميين في أنحاء البلاد من انتقاد إسرائيل على مواقع التواصل أو المشاركة في أى فعاليات احتجاجية ضدها .
وبحسب وسائل إعلام فقد انتشرت الوثيقة بشكل كبير، في ظل تصاعد التوترات الميدانية مع إسرائيل، خاصة في الجنوب السوري.
حقيقة منع انتقاد إسرائيل في سوريا
تحمل الوثيقة المتداولة شعار رئاسة مجلس الوزراء السوري وتوقيع رئيس حكومة تصريف الأعمال، محمد البشير، وتظهر فيها بنود يُزعم أنها “تحظر المشاركة في احتجاجات ضد التوغل الإسرائيلي، أو رفع العلم الفلسطيني، أو الإدلاء بأي تصريحات ناقدة لإسرائيل”.
إلا أن مراجعة الوثيقة أظهرت أنها مزيفة، حيث تطابقت مع تعميم حكومي سابق حول تحديد ساعات العمل الرسمية في شهر رمضان، لكن جرى التلاعب بمحتواها وإضافة نصوص جديدة لا تمت للوثيقة الأصلية بأي صلة.
علاوة على ذلك، فإن الوثيقة المزورة تتضمن أخطاء لغوية واضحة لا يمكن أن تصدر عن جهة حكومية رسمية، ما يعزز الشكوك حول الجهة التي تقف وراء نشرها وترويجها في هذا التوقيت الحساس.
الحكومة ترد على وثيقة منع انتقاد إسرائيل في سوريا
بحسب وسائل إعلام، نفى مصدر في رئاسة الحكومة السورية، في تصريح صحفية، صحة الوثيقة، مؤكداً أنها “جزء من حملة تضليل إعلامي تهدف إلى تشويه صورة الإدارة السورية الجديدة وخلق بلبلة بين المواطنين”.
كما وصف هشام الخطيب، مدير مكتب العلاقات العامة في رئاسة حكومة تصريف الأعمال، الوثيقة بأنها “مزيفة بالكامل”، مشددًا على أن الإدارة السورية لم تصدر أي توجيهات من هذا النوع.
التدخلات الإسرائيلية في سوريا
يأتي انتشار هذه الوثيقة المزيفة في وقت تتصاعد فيه الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، حيث شنت إسرائيل خلال الأسابيع الماضية عدة غارات جوية استهدفت مواقع عسكرية في محيط دمشق وحمص واللاذقية، مما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى في صفوف القوات السورية.
كما نفذت القوات الإسرائيلية عمليات توغل محدودة في الجنوب السوري، مستفيدة من حالة عدم الاستقرار، وسط أنباء عن دعم تل أبيب لفصائل مسلحة في تلك المناطق.
ومع تصاعد التوترات، صرّح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بأن تل أبيب “لن تتردد في التدخل عسكريًا” إذا تعرض الدروز في سوريا لأي تهديد من قبل القوات السورية، في إشارة إلى الاشتباكات الأخيرة في بلدة جرمانا ذات الغالبية الدرزية، والتي أسفرت عن مقتل شخص وإصابة تسعة آخرين.
موقف الإدارة السورية الجديدة من اسرائيل
من جانبه، علّق رئيس المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، على الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة، قائلاً: “سوريا تمر بمرحلة مفصلية، وتركيزنا اليوم منصب على استعادة الأمن والاستقرار. لن نسمح بأي تدخل خارجي يمس سيادتنا، لكننا في الوقت ذاته لن ننجر إلى معارك تستنزف طاقاتنا بعيدًا عن أولوياتنا الوطنية”.
وأضاف الشرع أن حكومته تتابع “كل التطورات الميدانية عن كثب”، لكنه شدد على أن “الرد على الاعتداءات الإسرائيلية يجب أن يكون محسوبًا ضمن استراتيجية تخدم المصالح الوطنية السورية، وليس عبر ردود فعل عاطفية قد تُستغل من قبل أطراف أخرى”.
اقرأ أيضا
إسرائيل تزعم التدخل لحمايتهم.. ماذا يحدث في “جرمانا” بريف دمشق؟