موسكو تحت الضغط.. خيارات رد روسيا على عملية “الويب” الأوكرانية

عملية الويب الأوكرانية التي استهدفت قواعد جوية روسية بطائرات مسيرة من داخل الأراضي الروسية، تمثّل تطورًا صادمًا للقيادة الروسية، ليس فقط من الناحية العسكرية، بل في رمزية اختراق “العمق الآمن” للدولة.

وحتى الآن، لم يصدر رد رسمي مباشر من وزارة الدفاع الروسية حول تفاصيل الهجوم أو أي بيان حول “عملية الويب” الأوكرانية، لكن أوساط إعلامية موالية للكرملين وصفته بـ”الاختراق الاستخباراتي الأخطر منذ بدء الحرب”، وهو ما يضع القيادة الروسية أمام خيارات معقدة بين التصعيد الحاد أو الاحتواء المرحلي.

رد فعل روسيا على عملية “الويب” .. هل تتجه نحو التصعيد؟

الرد الروسي المحتمل قد يأخذ عدة أشكال، منها: تكثيف الضربات الجوية على البنية التحتية الأوكرانية، خاصة مراكز القيادة والسيطرة، بالإضافة إلى شن هجمات سيبرانية واسعة النطاق لتعطيل القدرات التكنولوجية الأوكرانية المستخدمة في توجيه المسيّرات، وأيضاً من الممكن استهداف مخازن الدرونز أو خطوط الإمداد الغربية داخل أوكرانيا أو على الحدود، ضمن استراتيجية “ضرب المصدر”.

إلا أن أي تصعيد كبير قد يواجه قيودًا دولية وميدانية، خصوصًا في ظل تشبّع الجبهات وازدياد الضغط الاقتصادي والعسكري على موسكو، مما يجعل خيار التصعيد محدودًا بـ”ردع محسوب”، لا إلى حد الدخول في مواجهة مفتوحة أوسع.

محاولة اغتيال بوتين
الرئيس الروسي بوتين

المفاوضات: فرصة قائمة أم خيار مؤجل؟

في مقابل نداءات الردع، هناك تيار داخل المؤسسات الروسية يدعو إلى عدم الوقوع في فخ التصعيد الأوكراني المدروس، والذي يهدف جزئيًا إلى عرقلة أي جهود دبلوماسية قد تؤدي لتهدئة.

وفي هذا السياق، قد تسعى موسكو إلى إعادة ضبط خطوط التفاوض عبر الوساطات الدولية، خاصة من الصين وتركيا.

وكذلك طرح العملية كدليل على خطورة ترك النزاع مفتوحًا، مما يعزّز فكرة العودة للمسار السياسي كضمانة لاستقرار الداخل الروسي .. لكن تلك الدعوات تواجه ضغوطًا من القوى القومية المتشددة في الداخل الروسي، والتي ترى أن التفاوض بعد ضربة من هذا النوع يُعد “هزيمة سياسية”.

رسائل أوكرانية متعددة المستويات

بالنسبة لأوكرانيا، العملية تمثل أكثر من مجرد هجوم تكتيكي، بل هي رسالة مباشرة إلى موسكو بأن أراضيها ليست بمنأى عن التهديد .. وكذلك اختبار لقدرة الردع الروسية في مواجهة تكتيك الاختراق من الداخل، وضغط متعمد على مسار أي مفاوضات محتملة، بهدف تحسين موقع كييف التفاوضي مستقبلاً.

بين نار الرد ونداء العقل

عملية “الويب” تضع روسيا أمام مفترق طرق جديد في حرب طال أمدها واستنزفت مواردها السياسية والعسكرية.

فبين خيار الرد الصارم لاستعادة الهيبة، وخيار التهدئة المدروسة للحفاظ على الداخل والاستعداد لمفاوضات أكثر توازنًا، لا تزال موسكو تزن خياراتها في ميزان بالغ الحساسية.

الأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة في تحديد اتجاه الصراع: هل نحو مزيد من الانفجار؟ أم بداية مسار جديد نحو التفاوض؟

اقرأ أيضاً.. “عملية الويب”.. مسيرات FPV تضرب عمق الأراضي الروسية.. هل تمتلكها دول عربية؟

زر الذهاب إلى الأعلى