“نحن فوق طهران متى شئنا”| إسرائيل تتوعد بـ”ردع” إيران.. وطهران تتأهب بصواريخها

كشفت تصريحات قائد سلاح الجو ووزير الدفاع الإسرائيلي عن رغبة تل أبيب في “الردع المتجدد”، حيث تُخطط إسرائيل لإبقاء إيران مكشوفة أمام طيرانها الحربي، في حال تجدُّد الصراع.
لكن في المقابل، لا تزال تداعيات الضربات الصاروخية الإيرانية تلقي بظلالها على الداخل الإسرائيلي، وتثير تساؤلات جوهرية: هل تستطيع إسرائيل تنفيذ هذه التهديدات من دون أن تتكبَّد خسائر استراتيجية فادحة؟
تصريحات لمسئولي الجيش الإسرائيلي: “نحن فوق طهران متى شئنا”
في أول تقييم عسكري إسرائيلي بعد وَقْف إطلاق النار الذي أنهى 12 يومًا من التصعيد مع إيران في يونيو الجاري، كشف اللواء تومر بار، قائد سلاح الجو، عن توجه واضح نحو إبقاء سماء إيران “مفتوحة أمام الطيران الإسرائيلي”.
وقال بار: “العنصر الحاسم في النصر ليس تدمير نطنز أو منصات الصواريخ، بل القدرة على التحليق فوق طهران وقتما نريد، هذا هو التأثير الذي نحتاج أن يشعروا به”.
- اللواء تومر بار قائد سلاح الجو الإسرائيلي
وقد أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، أوامر للقوات المسلحة الإسرائيلية بوضع “خطة تنفيذ” ضد إيران، تتمحور حول “الحفاظ على التفوق الجوي الإسرائيلي، ومنع التقدم النووي وإنتاج الصواريخ، والرد على إيران لدعمها الأنشطة الإرهابية ضد دولة إسرائيل”. وأضاف: “سنعمل باستمرار لإحباط مثل هذه التهديدات”، مشيرًا إلى أن الهجمات التي شُنّت منذ 13 يونيو “لم تكن سوى لمحة عن سياسة إسرائيلية جديدة”.
- صورة الطائرات الإسرائيلية المشاركة في قصف إيران
التصريحات شيء.. والواقع شيء آخر
رغم التصريحات النارية، تشير التحليلات إلى وجود قيود فعلية أمام تنفيذ ضربات إسرائيلية جديدة على إيران.
فقد أجبرت صواريخ طهران الدقيقة والمتطورة تل أبيب على قبول الهدنة، بعد أن ضربت منشآت استراتيجية داخل العمق الإسرائيلي، واستنزفت أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية بمعدلات غير مسبوقة.
وبحسب مصادر غربية، فإن عددًا محدودًا من الصواريخ الباليستية الإيرانية، بعضها يحمل رؤوسًا حربية متعددة أو مركبات انزلاقية تفوق سرعة الصوت، كان كافيًا لتوجيه ضربات دقيقة إلى مواقع عسكرية وحكومية، بما في ذلك منشآت محمية بطبقات متعددة من الدفاعات.
ملايين الدولارات لم تمنع الصواريخ
رغم نشر الولايات المتحدة منظومة “ثاد” في إسرائيل بتكلفة تجاوزت 800 مليون دولار، إلى جانب المليارات التي تنفقها تل أبيب وواشنطن على أنظمة اعتراض الصواريخ، تمكنت إيران من اختراق هذه الدفاعات وضرب أهداف بالغة الحساسية.
وفي قمة الناتو الأخيرة، علّق الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قائلاً: “خلال اليومين الماضيين، تلقت إسرائيل ضربة قوية. تلك الصواريخ دمّرت الكثير من البنى التحتية الحيوية”.
ترسانة إيران تتطوّر .. والدفاعات تتوسع
في الوقت الذي تهدد فيه إسرائيل بتوجيه ضربات جديدة، تستمر طهران بتوسيع قدراتها الصاروخية، وتطوير علاقاتها الدفاعية مع الصين وروسيا.
وتشير تقارير استخباراتية إلى احتمال اقتناء إيران لمقاتلات صينية متطورة من طراز J-10C، أو أنظمة دفاع جوي بعيدة المدى مثل HQ-9B، ما قد يغيّر معادلة التفوق الجوي لصالح إيران.
كما أن طهران لا تُخفي دعمها لحلفائها في المنطقة مثل حزب الله في لبنان، وأنصار الله في اليمن، والذين يشكلون قوة ضغط استراتيجية على إسرائيل في أي تصعيد مقبل.
المواجهة قادمة لا محالة
وسط هدوء ما بعد العاصفة، لم تطوِ إسرائيل صفحة المواجهة مع إيران، بل بدأت بالتخطيط لمواجهة قادمة لا محالة، يؤكدها التصريحات الإسرائيلية التي تستهدف ترميم صورة الردع بعد الضربات الإيرانية الأخيرة، لكنها في الوقت نفسه تكشف قلقًا عميقًا من تغير موازين القوة في المنطقة.
ولا تزال كل دولة تحتفظ بنقطة تفوق وتقدم على الأخرى .. فالصواريخ الإيرانية استطاعت الوصول لقلب إسرائيل، ومقاتلات تل أبيب استباحت المجال الجوي للعاصمة طهران.
اقرأ أيضًا: في موازنة “التريليون دولار” .. الولايات المتحدة تخصص 3.1 مليار لدعم إنتاج طائرات F-15EX Eagle II