نزع السلاح وانسحاب سياسي.. تنازلات قوية من حماس خلال المفاوضات مع أمريكا.. ما القصة؟

كشفت تقارير عن تفاصيل جديدة تتعلق بالمفاوضات الجارية بين حركة حماس وأمريكا بشأن صفقة تبادل محتملة تشمل إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، مقابل اتفاق هدنة طويلة الأمد تصل إلى 10 سنوات.

حماس تعرض نزع سلاحها خلال المفاوضات مع أمريكا

وأفاد آدم بولر، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشؤون الرهائن في مقابلة مع هيئة البث الإسرائيلية (كان) بأن المحادثات التي أجراها مع ممثلي حماس كانت “مفيدة للغاية”.

وأشار إلى أن الحركة قدمت عرضًا يتضمن نزع سلاحها بشكل كامل خلال فترة الهدنة، مع ضمانات دولية وأمريكية بعدم وجود أنفاق أو أي نشاط عسكري داخل القطاع.

انسحاب حماس من المشهد السياسي

ووفقًا لبولر، يشمل العرض المقترح أيضًا انسحاب حماس تدريجيًا من المشهد السياسي، وهو ما اعتبره تطورًا مهمًا إذا ما تم التوصل إلى اتفاق بهذا الشكل.

ورغم أن تفاصيل هذه المسألة لم تتضح بالكامل بعد، فإن بعض التقارير تشير إلى أن الاتفاق قد يفتح المجال أمام ترتيبات سياسية جديدة في غزة.

وأوضح المبعوث الأمريكي أن إمكانية إطلاق سراح الرهائن خلال الأسابيع المقبلة تبقى قائمة، في حال أحرزت المفاوضات تقدمًا في المرحلة القادمة، مضيفًا أن “الباب ما يزال مفتوحًا” أمام مزيد من اللقاءات بين الجانبين.

موقف حماس من الصفقة

من جانبها، أكدت حركة حماس في بيان لها أنها تعاملت بـ”مرونة” مع جهود الوسطاء، مشيرة إلى أنها ما تزال تنتظر التزام إسرائيل بالمرحلة الثانية من الاتفاق الذي تم التوصل إليه في وقت سابق.

وقال عبد اللطيف القانوع، المتحدث باسم الحركة، إن المفاوضات التي جرت مع الوسطاء المصريين والقطريين، إلى جانب المحادثات مع بولر، ركزت على إنهاء الحرب على غزة، وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، وإعادة إعماره.

وأضاف القانوع أن الحركة “التزمت تمامًا بالمرحلة الأولى من الاتفاق”، مشددًا على أن الأولوية الحالية تتمثل في “إيواء السكان، وإدخال المساعدات، وضمان وقف دائم لإطلاق النار”.

كما أشار إلى أن حماس وافقت على مقترح مصر بتشكيل “لجنة الإسناد المجتمعي”، والتي من المفترض أن تباشر عملها قريبًا لتعزيز صمود السكان في غزة.

غضب إسرائيلي من المفاوضات بين حماس وأمريكا

أثارت هذه المحادثات جدلًا في إسرائيل، حيث عبّر مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رون ديرمر، عن رفض تل أبيب إجراء أي مفاوضات أمريكية مع حماس دون موافقة مسبقة من إسرائيل.

ونقل موقع “أكسيوس” الأمريكي عن ديرمر قوله إن “تقديم الولايات المتحدة مقترحات لحماس دون التنسيق مع إسرائيل أمر غير مقبول”، في إشارة إلى استياء القيادة الإسرائيلية من هذه الاتصالات.

في المقابل، رد بولر على هذه الانتقادات، مؤكدًا أن الولايات المتحدة “ليست وكيلاً لإسرائيل”، وأنها تتصرف بناءً على مصالحها الخاصة في المنطقة، وليس وفقًا لمتطلبات تل أبيب.

جمود في المفاوضات حول المرحلة الثانية من اتفاق غزة

رغم انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق مطلع مارس الجاري، ترفض إسرائيل حتى الآن الانتقال إلى المرحلة الثانية، والتي تتضمن وقفًا كاملًا للحرب.

وأدى هذا الجمود إلى تصاعد التوتر، حيث أوقفت إسرائيل تسليم المساعدات إلى غزة، كما أعلنت عن قطع إمدادات الكهرباء عن القطاع، في خطوة تهدف إلى الضغط على حماس.

بدورها، اعتبرت الحركة أن هذه الإجراءات تأتي في سياق محاولة دفع الفلسطينيين إلى الهجرة القسرية، مؤكدة أن “تحرير الأسرى الإسرائيليين لن يتم إلا عبر التفاوض”، في إشارة إلى أن أي تصعيد عسكري لن يغير من موقفها.

اقرأ أيضا

أقرب إلى انقلاب منظم.. تفاصيل جديدة حول بداية الأحداث في الساحل السوري

زر الذهاب إلى الأعلى