نزع سلاح حزب الله يُشعل لبنان.. هل تفتح واشنطن أبواب الحرب الأهلية؟

أطلق المبعوث الأمريكي إلى سوريا ولبنان، توماس براك، تحذيرات غير مسبوقة بشأن ملف سلاح حزب الله، مشيرًا إلى أن أي محاولة لفرض نزع السلاح قد تؤدي إلى حرب أهلية.
التصريحات جاءت خلال إحاطة سياسية تناولت مستقبل العلاقة مع لبنان وسوريا، وأثارت جدلًا واسعًا في الأوساط اللبنانية والدولية.
وقال براك إن الولايات المتحدة لا تفرض على الحكومة اللبنانية ما يجب فعله، لكنها تعتبر أن السلاح الذي يمتلكه حزب الله، خاصة ذاك الذي يهدد إسرائيل، يمثل مشكلة يجب معالجتها.
وأوضح أن المنظمة المسلحة التابعة للحزب مسؤولة عن أزمات متكررة في المنطقة، مؤكداً أن الحكومة اللبنانية الحالية تختلف عن الحكومات السابقة التي كانت غارقة في الفساد.
تصريح “بلاد الشام” يفتح النار على براك
قبل أيام، أدلى براك بتصريحات لصحيفة “ذا ناشيونال” قال فيها إن لبنان قد يواجه تهديدًا وجوديًا، وربما يعود إلى حضن “بلاد الشام”، في إشارة إلى النفوذ السوري التاريخي على لبنان. هذا التصريح فُسّر على أنه تهديد ضمني بإعادة تدوير الهيمنة السورية، ما أثار ردود فعل غاضبة في بيروت.
رداً على ذلك، حاول براك توضيح موقفه عبر حسابه في منصة “إكس”، مشيرًا إلى أن تصريحاته لم تكن تهديدًا، بل قراءة لمتغيرات إقليمية، قائلاً إن سوريا تسعى إلى استثمار مرحلة ما بعد رفع العقوبات الأمريكية، وإنها تريد التعايش السلمي مع لبنان.
حكومة لبنان ترد على المقترح الأمريكي
في المقابل، ردّت الحكومة اللبنانية على المقترح الأمريكي الخاص بنزع سلاح حزب الله، دون الإعلان عن مضمون الرد. غير أن الرئيس اللبناني جوزيف عون أكد أن الدولة ملتزمة بحصر السلاح بيد الجيش والمؤسسات الشرعية، مشددًا على ضرورة معالجة الملف بحذر ومسؤولية، نظرًا لحساسيته وتأثيره المباشر على الاستقرار الداخلي.
يشير هذا الموقف إلى رغبة رسمية في تفكيك البنية العسكرية للحزب دون الانجرار إلى مواجهة داخلية، خاصة أن الانقسام السياسي والطائفي حول الموضوع لا يزال قائمًا.
وقف إطلاق نار هش بين حزب الله وإسرائيل
في نوفمبر 2024، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل حيّز التنفيذ، بعد مواجهة استمرت أكثر من عام. ونص الاتفاق على انسحاب مقاتلي الحزب من جنوب الليطاني، وتفكيك مواقعه العسكرية، مقابل انتشار الجيش اللبناني وقوات يونيفيل.
لكن الغارات الإسرائيلية لم تتوقف، إذ تواصل تل أبيب استهداف مواقع تقول إنها تابعة لحزب الله، وتُعلن باستمرار أنها لن تسمح بإعادة بناء القدرات العسكرية للحزب. كما أنها لا تزال تحتفظ بخمس نقاط استراتيجية داخل الأراضي اللبنانية، في خرق واضح لبنود الاتفاق.
انقسام في لبنان حول سلاح حزب الله
التحذيرات الأمريكية أعادت الجدل حول مصير سلاح حزب الله، في ظل الانقسام السياسي الحاد داخل لبنان، بين من يرى في سلاح الحزب جزءًا من معادلة الردع، ومن يعتبره عائقًا أمام قيام دولة ذات سيادة موحدة.
ومع ازدياد الضغوط الدولية، واستمرار الغارات الإسرائيلية، تبدو فرص الانفجار الداخلي قائمة، ما لم يتم التوصل إلى صيغة وطنية شاملة تعالج الملف بحكمة وتوافق وطني، بعيدًا عن منطق الفرض أو الاستفزاز.
اقرأ أيضا: الفشقة تشتعل من جديد.. هل تعود الحرب الصامتة بين السودان وإثيوبيا؟