نظام اليد الميتة الروسي.. الدرع النووي الأخير لموسكو

يُعرف نظام “اليد الميتة” (Perimeter) بأنه أحد أكثر الأنظمة العسكرية الروسية سريةً وخطورة، حيث تم تطويره خلال الحرب الباردة كوسيلة لضمان الرد النووي التلقائي في حال تعرضت القيادة الروسية لضربة نووية تقضي على قدرتها على إصدار أوامر الهجوم المضاد.

ما هو نظام “اليد الميتة”؟ 

يُطلق عليه أحيانًا اسم “يوم القيامة”، إذ يُمكنه تنفيذ ضربة نووية شاملة ضد الأعداء حتى في حالة تدمير جميع مراكز القيادة والتحكم.

اليد الميتة سلاح الردع النووي الأخير

آلية عمل النظام

يعتمد نظام “اليد الميتة” على شبكة متكاملة من المستشعرات والأنظمة الذكية التي تراقب العوامل التالية:

– الانفجارات النووية في الأراضي الروسية.

– مستويات الإشعاع والتلوث النووي في المواقع الحيوية.

– نشاط القيادة العليا في الجيش والحكومة الروسية.

– رصد الهجمات الصاروخية القادمة عبر أنظمة الدفاع الفضائية والرادارات.

ماذا يحدث عند تفعيل نظام اليد الميتة؟

1. في حال تدمير القيادة الروسية بالكامل وعدم تلقي أي أوامر دفاعية، يتولى النظام اتخاذ القرار تلقائيًا.

2. تُطلق الصواريخ النووية المجهزة على صوامع الإطلاق المختلفة أو الغواصات الاستراتيجية.

3. يتم إرسال أوامر الإطلاق عبر صواريخ اتصالات خاصة إلى وحدات الردع النووي، حيث تتلقى هذه الصواريخ الأوامر من مراكز التحكم البديلة.

4. يتم تنفيذ الضربة النووية المضادة بشكل آلي ضد الدول أو القوى التي نفذت الهجوم الأول.

قدرات النظام والأسلحة المرتبطة به

تم دمج “اليد الميتة” مع الترسانة النووية الروسية، التي تشمل:

– صواريخ باليستية عابرة للقارات (ICBMs) مثل Sarmat RS-28 وYars RS-24، التي تحمل رؤوسًا نووية قادرة على تدمير مدن بأكملها.

– الغواصات النووية المسلحة بصواريخ Bulava RSM-56، والتي يمكنها تنفيذ الضربة من المحيطات.

– الأسلحة الفرط صوتية الحديثة مثل Avangard Hypersonic Glide Vehicle، التي يمكنها تجاوز أنظمة الدفاع الصاروخي.

أحد الصواريخ البالستية العابرة للقارات الروسية

لماذا تم تطوير “اليد الميتة”؟

خلال الحرب الباردة، كانت روسيا تخشى أن تقوم الولايات المتحدة بشن ضربة نووية استباقية تدمر القيادة الروسية وتمنعها من الرد، لذا، تم تطوير هذا النظام كـ وسيلة ردع قصوى لضمان أن أي هجوم نووي على روسيا سيؤدي حتمًا إلى الدمار الشامل للخصم.

هل النظام ما زال فعالًا اليوم؟

رغم التطورات التكنولوجية الحديثة، يعتقد الكثير من الخبراء أن “اليد الميتة” ما يزال في الخدمة، لكنه قد يكون قد خضع لتحديثات متقدمة لجعله أكثر ذكاءً ومرونة، كما أن بعض التقارير تشير إلى أنه يعمل الآن كـ نظام تحذيري متقدم بدلاً من كونه آليًا بالكامل، مما يمنح القيادة الروسية فرصة اتخاذ القرار النهائي قبل الرد.

اقرأ أيضاً

في تصعيد عسكري جديد روسيا تنشر صواريخ بالستية عابرة للقارات في بيلاروسيا

أخطر أنظمة الردع النووي

يعد نظام “اليد الميتة” الروسي أحد أخطر أنظمة الردع النووي في العالم، إذ يمثل الضمانة الأخيرة لروسيا في حال وقوع هجوم نووي شامل ضدها، ومع استمرار التوترات الجيوسياسية وتطور الأسلحة الحديثة، يظل هذا النظام عاملًا رئيسيًا في تحقيق التوازن النووي العالمي.

زر الذهاب إلى الأعلى