هبوط أسواق الأسهم الإماراتية بنحو 5% وسط تراجع أسعار النفط

شهدت أسواق الأسهم الإماراتية تراجعًا ملحوظًا في نهاية تداولات الأسبوع، إذ أغلقت بورصتا دبي وأبوظبي على انخفاض بنحو 5% مجتمعتين، متأثرتين بانخفاض أسعار النفط والتوترات الاقتصادية العالمية.
وجاء هذا التراجع نتيجة مخاوف متزايدة من تخمة المعروض في أسواق النفط، إلى جانب حالة من الضبابية تحيط بالمحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ما أدى إلى تراجع معنويات المستثمرين وارتفاع وتيرة البيع في الأسواق.
ضغوط من الأسواق العالمية وتحركات أوبك+
أفادت تقارير حديثة لوكالة رويترز، بأن عددًا من الدول الأعضاء في تحالف «أوبك+» يعتزمون اقتراح تسريع وتيرة رفع الإنتاج خلال شهر يونيو المقبل، للشهر الثاني على التوالي، مما عزز المخاوف من تخمة في الإمدادات.
وأشارت مصادر لرويترز، إلى أن هذا المقترح يأتي على خلفية تباينات واضحة بين الدول الملتزمة بحصص الإنتاج وتلك التي تتجاوزها، في وقت تعاني فيه الأسواق من فائض محتمل قد يضغط على الأسعار.
وانعكست هذه التطورات على العقود الآجلة لخام برنت، التي انخفضت بنسبة 1.07% إلى 65.84 دولاراً للبرميل بحلول الساعة 10:59 صباحاً بتوقيت جرينتش، وهو ما عمّق خسائر أسواق الأسهم المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بأداء قطاع الطاقة.
مؤشر دبي يتراجع بضغط من القطاع المالي والعقاري
أغلق مؤشر سوق دبي المالي على انخفاض بنسبة 0.6%، متأثراً بشكل رئيسي بتراجع سهم بنك الإمارات دبي الوطني بنسبة 1.5%، وسهم شركة “سالك” للتعرفة المرورية بنسبة 1.4%.
كما شهدت السوق تراجعًا حادًا في سهم شركة دبي للاستثمار الذي فقد 6.5% من قيمته، وسهم “ديار العقارية” الذي انخفض بنسبة 3.6%، وذلك بعد تداول السهمين دون الحق في توزيع الأرباح، وهو ما دفع المستثمرين إلى البيع لجني السيولة.
ضغوط على أسهم البنوك تقود مؤشر أبوظبي للتراجع
وفي المقابل، أنهى مؤشر سوق أبوظبي للأوراق المالية جلسة الجمعة على انخفاض بنسبة 0.4%، بعد مكاسب امتدت على مدى جلستين متتاليتين.
وجاء هذا الهبوط مدفوعًا بانخفاض في أسهم البنوك الكبرى، حيث هبط سهم بنك أبوظبي الأول – أكبر بنوك الإمارات – بنسبة 1%، وسهم بنك أبوظبي التجاري بنسبة 1.9%.
رغم ذلك، سجل سهم شركة “إن.إم.دي.سي إنيرجي” – المعروفة سابقاً بالإنشاءات البترولية الوطنية – مكاسب قوية بلغت 3.8%، بعد إعلان الشركة توقيع تمديد لاتفاق طويل الأمد مع شركة أرامكو السعودية، مما أضفى بعض الدعم المحدود على السوق.
مكاسب أسبوعية لـ أسواق الأسهم الإماراتية رغم تراجع الجلسة الأخيرة
وعلى الرغم من الأداء السلبي في ختام الأسبوع، أظهرت بيانات مجموعة بورصات لندن أن مؤشري دبي وأبوظبي سجلا مكاسب أسبوعية بنسبة 2.3% و2.2% على التوالي، مما يعكس تحسنًا في الأداء خلال الأيام السابقة قبل تزايد الضغوط في الجلسة الأخيرة.
حرب تجارية ورفع إنتاج النفط تضغطان على الأسواق
وفي خلفية هذه التطورات، تؤثر الحرب التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة والصين على آفاق النمو الاقتصادي العالمي، وتُضيف المزيد من الغموض على مستقبل الطلب على الطاقة.
كما ساهم القرار المفاجئ لتحالف “أوبك+” برفع الإنتاج خلال مايو بمقدار 411 ألف برميل يوميًا – أي ثلاثة أضعاف الزيادة التي كانت مقررة – في تعزيز توقعات تخمة المعروض، ما تسبب في تراجع أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها في أربع سنوات خلال أبريل الماضي.
وتستعد ثماني دول من التحالف النفطي – هي السعودية، وروسيا، والإمارات، والكويت، والعراق، والجزائر، وكازاخستان، وعُمان – لعقد اجتماع حاسم في الخامس من مايو لتحديد خطة الإنتاج لشهر يونيو المقبل، في وقت تتصاعد فيه الخلافات بشأن الالتزام بالحصص الإنتاجية وتوزيع الأعباء.
اقرأ أيضًا… أسعار العملات العربية والأجنبية في الإمارات اليوم الجمعة 25 أبريل 2025
الحذر يسود أسواق الأسهم الإماراتية والخليجية
في ظل التغيرات الجيوسياسية والاقتصادية المستمرة، يُرجّح أن تظل أسواق الأسهم الخليجية – وعلى رأسها الإمارات – عرضة للتقلبات، سواء بسبب تقلب أسعار النفط أو تداعيات النزاعات التجارية العالمية.
ومع اقتراب موعد اجتماع “أوبك+” المقبل، سيبقى المستثمرون في حالة ترقّب لما ستؤول إليه خطط الإنتاج وأثرها المباشر على الأسواق المالية وأسعار الطاقة.