هجمات انتقامية ومليون جندي.. هل يحقق الدعم السريع ريمونتادا عسكرية في السودان؟

يشهد السودان تطورات عسكرية متسارعة مع تراجع قوات الدعم السريع عن مواقع استراتيجية في العاصمة الخرطوم، وتصاعد المواجهات في مناطق أخرى.
وفيما يواصل الجيش السوداني تقدمه، تبرز تهديدات جديدة من قادة الدعم السريع، وسط تقارير عن هجمات انتقامية ضد المدنيين.
نائب قائد الدعم السريع يهدد بمليون جندي
أكد نائب قائد قوات الدعم السريع، الفريق عبد الرحيم دقلو، أن قواته لا تزال تمتلك “مخزونًا استراتيجيًا من المقاتلين”، زاعمًا أن الدعم السريع يضم مليون جندي.
كما أشار دقلو إلى أن قواته كانت تقاتل في مناطق غير استراتيجية، لكنها ستتجه الآن نحو مواقع أكثر أهمية وتأثيرًا، في إشارة إلى احتمال تصعيد العمليات في مناطق جديدة، من بينها الولاية الشمالية.
انسحاب الدعم السريع من الخرطوم
في أول اعتراف علني، أقر قائد الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، بانسحاب قواته من الخرطوم، بعد إعلان الجيش السوداني الخميس الماضي استعادة السيطرة على العاصمة بالكامل.
وأوضح حميدتي أن انسحاب قواته من أم درمان كان بهدف “إعادة التموضع”، مؤكدًا أن الحرب لا تزال في بدايتها.
وجاء هذا الاعتراف بعد تقدم غير مسبوق للجيش السوداني، إذ تمكن خلال الأيام الماضية من السيطرة على القصر الرئاسي ومعظم المواقع السيادية والمؤسسات الحكومية وسط العاصمة، إضافة إلى جزيرة توتي، ما مثل تحولًا استراتيجيًا في الصراع المستمر منذ أبريل 2023.
هجمات انتقامية لـ الدعم السريع في السودان
مع تراجع قوات حميدتي في الخرطوم، أفادت مصادر محلية بوقوع هجمات انتقامية نفذتها قواته ضد المدنيين في مناطق عدة، كان أبرزها في جبل أولياء.
ووفقًا لشهود عيان، استهدفت المدفعية الثقيلة قرى الجموعية، مما أدى إلى مقتل 45 شخصًا، بينهم أطفال ونساء وكبار السن.
كما وثقت مقاطع فيديو وفاة العشرات من المعتقلين في جبل أولياء نتيجة الجوع والعطش، بعدما احتجزتهم الدعم في مدرسة ومنعت عنهم الطعام والماء.
وذكر الجيش السوداني أنه اكتشف “مجازر إنسانية” في بعض المناطق التي انسحبت منها قوات حميدتي.
الجيش يواصل عملياته
في ظل هذه التطورات، أعلن الجيش السوداني الأربعاء عن ضبط كميات كبيرة من الأسلحة والدبابات والمسيرات والمدافع التي تركتها قوات الدعم السريع جنوب الخرطوم.
كما أكد اللواء عبد المنعم عبد الباسط، قائد سيطرة سنار، أن انسحاب قوات حميدتي لم يكن استراتيجيًا، بل جاء نتيجة “هزيمة عسكرية واضحة”، وفق تعبيره.
وفي العاصمة، شددت لجنة الأمن بولاية الخرطوم على ضرورة انتشار القوات النظامية في جميع المرافق الاستراتيجية، وحذرت المواطنين من التجمعات العامة، تجنبًا لهجمات الطائرات المسيرة التي باتت تستخدمها الدعم في عدة مناطق.
مستقبل مجهول
مع دخول الصراع عامه الثاني، لا تزال الأوضاع في السودان مفتوحة على كل السيناريوهات، إذ يتزامن التقدم الميداني للجيش مع تحركات سياسية، من بينها مساعي حلفاء حميدتي لتشكيل حكومة موازية، وسط غموض يلف مصير الحرب التي تسببت في مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح نحو 15 مليونًا آخرين، وفق تقديرات الأمم المتحدة.
اقرأ أيضا: تراجعت عن السماح لهم بالعمل داخلها.. هل تتخلى إسرائيل عن دروز سوريا ؟