هجوم فاشل على المجمع الرئاسي في تشاد.. مقتل 19 شخصًا
القاهرة (خاص عن مصر)- في تطور مذهل في نجامينا، أعلنت حكومة تشاد أن 19 شخصًا، من بينهم 18 مهاجمًا وحارس رئاسي واحد، قُتلوا خلال هجوم فاشل على المجمع الرئاسي.
وفقا للجارديان، وقع الحادث مساء الأربعاء بينما كان الرئيس محمد ديبي إتنو داخل القصر.
ووصف المتحدث باسم الحكومة ووزير الخارجية عبد الرحمن كلام الله المهاجمين بأنهم مجموعة غير منظمة مسلحة فقط بالسكاكين والسواطير.
هجوم فوضوي واحتواء سريع
ورد أن المهاجمين وصلوا في بضع مركبات تعطلت عند مدخل المجمع الرئاسي، وخرجوا من مركباتهم وهاجموا حراس المدخل، مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة اثنين.
وبحسب “عبد الرحمن كلام الله”، دخل المهاجمون بعد ذلك إلى ساحات القصر سيرا على الأقدام، لكنهم قوبلوا بمقاومة من الحرس الرئاسي، الذي قتل 18 منهم واعتقل ستة.
واندلعت طلقات نارية كثيفة في العاصمة حوالي الساعة الثامنة مساء، ولكن في غضون ساعات، ظهر كلام الله في بث مباشر محاطا بالجنود ليعلن أن الوضع تحت السيطرة، وأعلن: “تم إحباط محاولة زعزعة الاستقرار، لا يوجد خوف”.
ليس عملا إرهابيا كما تدعي الحكومة
في حين واجهت تشاد بشكل متكرر هجمات من قبل جماعات متمردة تابعة لتنظيم داعش والقاعدة، وبوكو حرام، ذكر كلام الله أن هذا الهجوم “ربما لم يكن” عملا إرهابيا.
بدلا من ذلك، رفض مرتكبي الهجوم باعتبارهم “أقدام نيكلس” مخمورين، وهو مصطلح مشتق من كوميدي فرنسي لوصف المحتالين غير الأكفاء.
وأشار إلى أن المهاجمين ينحدرون من حي لم يذكر اسمه في نجامينا ويفتقرون إلى التنسيق والتسليح النموذجي للجماعات المسلحة المنظمة.
اقرأ أيضا.. القوات الخاصة البريطانية تعامل حلفاءها الأفغان مثل الكلاب.. ما القصة؟
التوقيت يثير التساؤلات
تزامن الهجوم مع أحداث سياسية ودبلوماسية مهمة، فقبل ساعات فقط، اختتم وزير الخارجية الصيني وانغ يي اجتماعات مع مسؤولين حكوميين في نجامينا.
بالإضافة إلى ذلك، جاء الحادث بعد أسبوع من الانتخابات البرلمانية التي قاطعها حزب المعارضة الرئيسي، Les Transformateurs.
أثارت هذه الظروف تساؤلات حول ما إذا كان الهجوم بدوافع سياسية أم عملاً عشوائيًا من اليأس من قبل أفراد مهمشين.
المشهد المضطرب في تشاد
يسلط هذا الحادث الأخير الضوء على التحديات السياسية والأمنية المستمرة التي تواجهها تشاد.
تولى الرئيس ديبي السلطة في عام 2021 بعد مقتل والده، إدريس ديبي إتنو، على يد المتمردين بعد حكم دام ثلاثة عقود.
على الرغم من مواردها النفطية الكبيرة، تظل تشاد واحدة من أفقر البلدان في إفريقيا، وتكافح الفقر المنتشر والهجمات المتمردة الدورية، وخاصة في منطقة بحيرة تشاد المتاخمة للكاميرون ونيجيريا والنيجر.
كما لعبت تشاد دورًا محوريًا في الأمن الإقليمي. حتى نوفمبر، استضافت آخر القواعد العسكرية الفرنسية في منطقة الساحل، ولكن تشاد أنهت مؤخرا اتفاقية التعاون الدفاعي مع فرنسا، مما أدى إلى انسحاب نحو ألف جندي فرنسي.
يمثل هذا التحول نهاية مشاركتها النشطة في القتال الأوسع ضد التشدد الإسلامي في منطقة الساحل، وهي المنطقة التي شهدت سلسلة من الانقلابات العسكرية في السنوات الأخيرة.