هل تتدخل أمريكا في الحرب ضد إيران؟ سيناريو قصف المواقع النووية واحتمالات التصعيد

في ظل التصعيد غير المسبوق بين إسرائيل وإيران، يزداد التساؤل عما إذا كانت الولايات المتحدة ستتجاوز دورها الداعم التقليدي لتل أبيب، وتتدخل عسكريًا بشكل مباشر ضد طهران، خاصة عبر استهداف منشآتها النووية الحساسة.

هل تتدخل أمريكا في الحرب ضد إيران؟

فهل تخاطر واشنطن بالانجرار إلى صراع مفتوح في الشرق الأوسط؟ وما هي السيناريوهات المحتملة لهذا التدخل؟ وما طبيعة الأهداف التي قد تُدرج ضمن بنك الأهداف الأمريكي؟

الدعم الأمريكي لإسرائيل

لطالما كانت العلاقة بين واشنطن وتل أبيب تتجاوز التحالف التقليدي، إذ تشكّل إسرائيل ركيزة استراتيجية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

دعم أمريكا لإسرائيل لا يقتصر على التمويل العسكري والصفقات الضخمة، بل يمتد إلى التعاون الاستخباراتي، ومشاركة أنظمة الدفاع، وحتى التنسيق في العمليات الدقيقة.

وقد أكد هذا الدعم في أكثر من مناسبة، خاصة خلال حرب غزة، حين زودت واشنطن إسرائيل بصواريخ اعتراضية لنظام القبة الحديدية.

ومع تزايد التوتر الحالي مع إيران، فإن التصعيد الإسرائيلي ربما لن يُسمح له بالانفلات من واشنطن إلا ضمن حدود مرسومة بدقة.

تداعيات تدخل أمريكا مباشرة ضد إيران

ضربة أمريكية مباشرة ستُفهم في طهران كإعلان حرب، مما قد يؤدي إلى فتح عدة جبهات ضد المصالح الأمريكية في العراق وسوريا والخليج، وربما ضد القواعد الأمريكية نفسها.

استهداف إسرائيل والخليج

إيران قد تردّ باستهداف مباشر لإسرائيل، وربما لحلفاء أمريكا في الخليج مثل السعودية والإمارات، إما بالصواريخ أو بواسطة وكلائها، مثل الحوثيين وحزب الله.

انهيار المفاوضات الدبلوماسية

أي تدخل عسكري أمريكي سيقضي على فرص العودة إلى الاتفاق النووي أو أي مسار دبلوماسي مستقبلي مع طهران.

حشد دولي منقسم

قد تواجه واشنطن صعوبة في تأمين دعم دولي واسع، خصوصًا من أوروبا أو الصين وروسيا، ما سيعمّق الانقسام في النظام الدولي.

المواقع النووية المحتملة للاستهداف

نطنز: المنشأة الرئيسية لتخصيب اليورانيوم، تحت الأرض، وتضم أجهزة طرد مركزي متطورة من طراز IR-6.

فوردو: منشأة شديدة التحصين تحت جبل، قريبة من مدينة قم، تمثل تحديًا كبيرًا لأي غارات جوية.

أراك: مفاعل يعمل بالماء الثقيل يُعتقد أنه قادر على إنتاج البلوتونيوم.

بارشين: منشأة يُشتبه بأنها استخدمت في اختبارات تفجير تقليدية لها علاقة بتطوير رؤوس نووية.

أصفهان: تضم منشآت لتحويل اليورانيوم.

أنواع القاذفات الأمريكية التي قد تُستخدم في القصف

B-2 Spirit .. قاذفة شبحية بعيدة المدى، قادرة على اختراق الدفاعات الجوية الإيرانية .. تنطلق عادة من قاعدة وايتمان في ولاية ميسوري، أو من قاعدة دييجو جارسيا البريطانية في المحيط الهندي.

قاذفات B-2
قاذفات B-2

B-52 Stratofortress قاذفة استراتيجية قديمة لكن فعّالة، تُستخدم في عمليات القصف الجوي الواسع .. ويمكن نشرها في قاعدة العديد الجوية بقطر أو قاعدة الظفرة في الإمارات.

اثنين من قاذفات القنابل الأمريكية B-52

F-22 Raptor .. مقاتلة شبحية متعددة المهام، قادرة على توفير الحماية للقاذفات والدخول في اشتباكات جوية .. تتواجد عادة في قواعد بالخليج أو تُنقل جوًا من أوروبا.

طائرة F-22
المقاتلة F-22 Raptor الأمريكية

F-35A Lightning II .. مقاتلة شبحية من الجيل الخامس، قد تُستخدم في مهام دقيقة ضد منشآت دفاع جوي أو مراكز اتصالات إيرانية.

نقل البيانات الأقمار الصناعية F-35
المقاتلة الأمريكية F-35 Lightning 2

من أين قد تنطلق هذه القاذفات؟

قاعدة العديد الجوية (قطر): مركز عمليات القيادة الجوية الأمريكية في الشرق الأوسط.

قاعدة الظفرة (الإمارات): محطة رئيسية للقوات الجوية الأمريكية في الخليج.

قاعدة دييجو جارسيا: تستخدم غالبًا في الضربات بعيدة المدى لكونها خارج مدى الرد المباشر الإيراني.

القواعد الجوية في البحرين والكويت والسعودية: تُستخدم للدعم اللوجستي والتزويد بالوقود والمراقبة.

حرب مفتوحة أم ضربة محدودة؟

حتى اللحظة، تُفضل واشنطن سياسة “الدعم الحذر” لإسرائيل، دون الانخراط المباشر في الحرب.

لكن إذا شعرت إدارة ترامب أن المشروع النووي الإيراني بلغ نقطة اللاعودة، أو في حال تعرّضت القوات الأمريكية لهجوم مباشر، فقد لا يكون التدخل العسكري خيارًا مستبعدًا.

ويبقى السؤال الحقيقي: هل يملك العالم رفاهية إشعال جبهة جديدة بهذا الحجم في الشرق الأوسط؟

اقرأ أيضاً.. قدرات الدفاع الجوي الإيراني خرداد-15.. لماذا لم تتصد للطائرات الإسرائيلية؟

زر الذهاب إلى الأعلى