هل تشهد مصر زلازل أخرى قريبًا.. ولماذا السويس وخليج العقبة أكثر الأماكن تضررًا؟

شهدت مصر مؤخرًا نشاطًا زلزاليًا ملحوظًا، حيث شعر سكان القاهرة والإسكندرية بهزة أرضية وقعت شمال شرق جزيرة كريت ببحر إيجه بقوة 6.1 درجة على مقياس ريختر، وتعد هذه الهزة ثاني زلزال يُسجل في نفس المنطقة خلال أسبوع واحد، مما أثار تساؤلات حول تأثير مثل هذه الزلازل في مصر وإمكانية تكرارها مستقبلًا.

الزلازل في مصر.. الخلفيات والأسباب

أوضح أستاذ الجيولوجيا عباس شراقي، أن غالبية الزلازل تحدث عادة عند خطوط التقاء الصفائح التكتونية، وتعتبر جزيرتا كريت وقبرص شرق البحر المتوسط من أكثر المناطق نشاطًا زلزاليًا، حيث يوجد الفاصل بين الصفيحتين الإفريقية والأوروآسيوية، هذا الفاصل يمثل منطقة ديناميكية يومية تشهد زلازل تتراوح قوتها بين 2 إلى 4 درجات.

ويشير الخبراء إلى أن الزلازل التي تقع عند خطوط التقاء الصفائح تكون أقل تأثيرًا على المناطق الواقعة بعيدًا عن تلك الفواصل التكتونية.

هل تشهد مصر زلازل أخرى قريبًا؟

الزلزال الأخير الذي شعر به سكان مصر حدث على عمق 60 كم في البحر المتوسط، مما خفف من شدته وتقليل تأثيره المباشر، ومع ذلك فإن مصر بعيدة نسبيًا عن الفواصل الرئيسية، وهو ما يجعلها أقل عرضة للزلازل العنيفة التي قد تسبب أضرارًا كبيرة.

لماذا السويس وخليج العقبة هما أكثر الأماكن تضررًا؟

تعتبر مصر من الدول المستقرة جيولوجيًا مقارنة بغيرها، ومع ذلك توجد مناطق ضعيفة قد تشهد نشاطًا زلزاليًا بين الحين والآخر، أبرز تلك المناطق هي خليج السويس وخليج العقبة، فهما منطقتا التقاء بين الصفائح التكتونية مما يجعلهما عرضة لزلازل خفيفة أو متوسطة.

وبالرغم من ذلك فإن تأثير تلك الزلازل يظل محدودًا خاصةً في المناطق الداخلية للبلاد، ويوضح المتخصصون أن الزلازل التي تحدث في البحر المتوسط ليست مؤشراً على تهديد مباشر للمناطق العمرانية، بل تبقى ضمن نطاق الظواهر الطبيعية الآمنة نسبيًا.

وفي الحالات النادرة، قد تكون هناك مناطق مركزية تشهد زلزالًا خفيفًا كما حدث في محافظة رشيد مؤخرًا، ولكن يتم عادة التعامل مع هذه الهزات بدون تسجيل الخسائر أو الأضرار.

تأثير الزلازل في مصر على السكان والمنشآت

وفقًا لتصريحات رسمية صدرت من محافظة القاهرة، فإن الزلازل التي ضربت المنطقة مؤخراً لم تسبب أي أضرار ملموسة على المنشآت، كما تم التأكيد على المتابعة الدقيقة فور وقوع الهزة من خلال غرف عمليات متخصصة بالشؤون الطارئة.

وتشير القيادة المحلية إلى أن الجهود المبذولة تضمن تطمين المواطنين حول عدم وجود تأثير فعلي على البنية التحتية، وتعد هذه الإجراءات جزءًا من النظام الفعّال الذي يكفل الحفاظ على حالة الأمان في جميع القطاعات.

وبحسب الجهات المعنية، فإن الهزات التي تُسجَل في المنطقة تمثل جزءًا من النشاط الطبيعي للصفيحتين الإفريقية والأوروآسيوية، حيث تتكرر بمعدل شبه يومي دون أن تشكل تهديدًا كبيرًا للسكان، كما أن عمق أغلب الزلازل يجعلها أقل تأثيرًا.

في النهاية، يمكن القول إن النشاط الزلزالي في مصر ما زال ضمن نطاق محدود بحكم موقعها الجغرافي، مع وجود متابعة دقيقة ووعي متزايد بكيفية التعامل مع الأحداث الزلزالية.

 

زر الذهاب إلى الأعلى