هل تملك إيران أسلحة ردع قادرة على ضرب إسرائيل؟ | حقيقة مأساوية

وسط التوترات المتصاعدة بين إيران وإسرائيل، عاد السؤال الأبرز إلى الواجهة: هل تمتلك إيران فعليًا قدرات ردع جوية تمكّنها من توجيه ضربة مباشرة ضد أهداف داخل إسرائيل؟ الإجابة، رغم التصريحات النارية الإيرانية، تكشف واقعًا مختلفًا عن الصورة التي تحاول طهران تصديرها.
ترسانة جوية إيرانية محدودة ومتهالكة
يمتلك سلاح الجو الإيراني، بحسب تقرير “التوازن العسكري” الصادر عن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS)، نحو 265 طائرة قادرة على القتال، غير أن الغالبية العظمى من هذه الطائرات تعود إلى حقبة السبعينيات والثمانينيات، وأبرزها:
F-14 Tomcat .. حصلت إيران على عدد منها قبل الثورة عام 1979. ورغم التعديلات التي أُدخلت على بعضها، تعاني من نقص قطع الغيار والتقنيات الحديثة.
F-4 Phantom وF-5 Tiger .. طائرات أمريكية قديمة شاركت في حرب إيران-العراق، ويُعدّ اعتماد إيران عليها دلالة على محدودية قدراتها الجوية.
MiG-29 .. عدد محدود تسلمته من روسيا في التسعينيات، مع تحديثات جزئية.
Su-24 .. طائرة هجومية قد تكون من الأفضل في الخدمة، لكنها محدودة العدد ولا تكفي لتنفيذ عمليات استراتيجية عميقة.
طائرات إيرانية الصنع مثل “كوثر”: وهي في الواقع نسخ محدثة من F-5 Tiger القديمة، ولا تشكل تهديدًا فعليًا على ساحة المعركة الحديثة.
نقطة الضعف القاتلة: التزود بالوقود جوًا
رغم أن بعض هذه الطائرات قد تملك المدى الكافي للوصول إلى المجال الجوي الإسرائيلي إذا أُطلقت من أقرب نقطة (غرب إيران)، إلا أن معظمها يتطلب التزود بالوقود جوًا لتنفيذ المهام الهجومية الفعالة، وهو ما يشكّل عقبة استراتيجية كبرى.
إيران، وفقًا لتقديرات IISS، لا تملك سوى أقل من 5 طائرات مخصصة للتزود بالوقود جوًا، ما يجعل تنفيذ أي غارات جوية على إسرائيل أمرًا معقدًا وغير مضمون النجاح، خاصة في ظل التفوق الجوي الإسرائيلي وقدرات الدفاع الجوي المتقدمة لدى تل أبيب.

تحليل عسكري: الردع الجوي غائب.. والرهان على بدائل
من الناحية العملياتية، لا تملك إيران سلاح جو يُعتدّ به في مواجهة مباشرة مع إسرائيل. معظم مقاتلاتها قديمة وغير متوافقة مع متطلبات الحرب الحديثة، كما أن قدراتها على تنفيذ عمليات هجومية بعيدة المدى محدودة جدًا.
في ظل هذه المعطيات، يبدو أن إيران تراهن أكثر على صواريخها الباليستية والطائرات المسيّرة كأدوات للردع غير التقليدي، عوضًا عن توجيه ضربات جوية مباشرة من خلال المقاتلات.
وتُظهر الوقائع أن سلاح الجو الإيراني غير مؤهل لشن هجوم مباشر ضد إسرائيل دون تكبّد خسائر هائلة أو الفشل العملياتي.
واقع مأساوي خلف الشعارات
رغم الخطاب التصعيدي الإيراني، فإن الترسانة الجوية الإيرانية تكشف عن فجوة ردعية كبيرة مقارنةً بإسرائيل، التي تمتلك أسطولًا متقدمًا من مقاتلات الجيل الرابع والخامس مثل F-35 وF-15I، إضافة إلى منظومات دفاع جوي متطورة.
وبالتالي، فإن أي محاولة إيرانية للرد جوًا ستكون أقرب إلى المغامرة الفاشلة منها إلى استراتيجية الردع، وهو ما يجعل التهديد الإيراني أكثر رمزية منه فعالية.
اقرأ أيضاً.. أنواع الطائرات الإسرائيلية المستخدمة في ضرب إيران ومدى قوتها واختراقها للرادارات