واشنطن تحت التهديد.. دفاعات الحوثيين كادت تُسقط طائرة شبح أمريكية فوق المنطقة

في حادثة غير مسبوقة، كادت طائرة أمريكية من طراز F-35 Lightning II أن تُصاب بصاروخ أرض-جو أطلقته قوات الحوثيين خلال عملية “راف رايدر” الجوية في اليمن. الطائرة، التي تُعد من بين أكثر المقاتلات الشبحية تطورًا في العالم، اضطرت لتنفيذ مناورات مراوغة شديدة لتفادي الصاروخ، في لحظة كشفت هشاشة التفوق التكنولوجي أمام خصم غير تقليدي.
الصاروخ أجبر الطائرة الأمريكية على المناورة لتفاديه
أكدت مصادر أمريكية الحادثة، مشيرة إلى أن الصاروخ اقترب بما يكفي لإجبار الطائرة على مناورة دفاعية، وهو تطور يلقي الضوء على قدرات الحوثيين الدفاعية المتنامية، خاصة في مواجهة طائرات الجيل الخامس.
رغم أن الطائرة لم تُصب، إلا أن الحادثة تُعد الأولى من نوعها في سجل عمليات الـ F-35 ضد تهديد مباشر من قوات الحوثيين، ما يثير تساؤلات حول فعالية أنظمة التخفي والحرب الإلكترونية المتقدمة في بيئات القتال غير المتكافئة.
خلال الأسابيع الأولى من العملية، أسقط الحوثيون سبع طائرات MQ-9 Reaper، تبلغ قيمة الواحدة منها نحو 30 مليون دولار، مما أعاق عمليات الاستطلاع الأمريكية بشكل كبير. كما اقتربت الدفاعات الحوثية من إصابة طائرات F-16 وطائرة F-35، في مشهد يعكس مدى تطور تكتيكات الجماعة المسلحة.
كيف تفادت الطائرة الإصابة المباشرة؟
وتعتمد طائرة F-35 على مجموعة متقدمة من الأنظمة، منها رادار AN/APG-81، ونظام الفتحة الموزعة (DAS) الذي يوفر كشفًا حراريًا بزاوية 360 درجة، إضافة إلى منظومة Barracuda للحرب الإلكترونية. وقد ساهمت هذه الأنظمة، إلى جانب مناورة الطيار، في تفادي الإصابة.
تشير التقديرات إلى أن الصاروخ الذي هدد الطائرة كان جزءًا من منظومة دفاع جوي طورها الحوثيون باستخدام تقنيات إيرانية، تشمل نسخًا معدلة من أنظمة 2K12 Kub و9K37 Buk، فضلًا عن صواريخ حرارية متسكعة مثل صقر 358 .. كما تستند شبكة الدفاع إلى رادارات من طراز P-18 وMeraj-4.
وبينما لا ترقى هذه الأنظمة لمستوى أنظمة الدفاع الروسية مثل S-400 أو الصينية HQ-9، فإن قدرتها على إسقاط طائرات دون طيار والتصدي لمقاتلات متقدمة يجعلها عنصرًا فاعلًا في ساحة المعركة. هذا النجاح، برغم التكنولوجيا المحدودة، يعود إلى التكامل بين الرادار والصواريخ والتكتيكات اللامركزية.
النجاة من الهجوم كانت نتيجة لمزيج من التكنولوجيا العالية والتدريب البشري المكثف، إذ لجأ الطيار إلى مناورات شديدة تشمل تغيرات مفاجئة في الاتجاه والارتفاع، مدعومًا بتدابير إلكترونية ومشاعل حرارية مضادة.
1000 ضربة جوية أمريكية على الحوثيين
تأتي هذه الحادثة في وقت شهدت فيه الحملة الأمريكية أكثر من 1000 ضربة جوية استهدفت بنى تحتية حوثية، وأسفرت عن مقتل قادة ومقاتلين، دون أن تُسفر عن تراجع ملموس في قدرة الجماعة على شن هجمات، بما في ذلك ضربات باليستية استهدفت إسرائيل.
وقد أثار الحادث جدلًا واسعًا في الأوساط الدفاعية حول فعالية الحملات الجوية ضد جماعات تعتمد على تكتيكات مرنة وأنظمة منخفضة التكلفة. فبينما يتجاوز إجمالي تكلفة برنامج F-35 أكثر من 428 مليار دولار، لا تزال قدراتها تُختبر ميدانيًا من قبل خصوم غير نظاميين.
الحادث يُعيد إلى الأذهان دروسًا من صراعات سابقة، كإسقاط طائرة F-117 في صربيا عام 1999، ويُثبت أن حتى الطائرات الشبحية ليست بمنأى عن التهديد، إذا ما وُضعت في بيئات تكتيكية متغيرة.
في الختام، يُسلط هذا التطور الضوء على واقع ميداني متغير، حيث أصبحت الدفاعات الجوية، حتى البدائية منها، قادرة على تحدي أعتى الأساطيل الجوية. ومع دخول مفاهيم جديدة مثل برنامج NGAD حيّز التنفيذ، ربما تكون حادثة اليمن دافعًا لتسريع تطوير الجيل القادم من السيطرة الجوية.
اقرأ أيضاً.. ترتيب الدول حسب عدد الرؤوس النووية وقوتها في 2025.. من يقدر على إنهاء العالم؟