واشنطن تُعيد النظر بتصنيف “تحرير الشام”… هل يُصبح الشرع رجل أمريكا في سوريا؟

في تحوُّل لافت في سياسة واشنطن تجاه الملف السوري، وقَّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمرًا تنفيذيًا يقضي بإنهاء العقوبات العامة المفروضة على سوريا، مع إبقاء العقوبات الخاصة على بشار الأسد ودائرته الضيقة.

القرار الذي وصفته مصادر دبلوماسية بـ”التمهيد لانفتاح أمريكي على حكومة أحمد الشرع”، ترافق مع مراجعة مرتقبة لتصنيف “هيئة تحرير الشام” والرئيس السوري المؤقت ضمن قوائم الإرهاب.

واشنطن والشرع وتحولات المشهد في سوريا

بحسب بيان صادر عن البيت الأبيض، فإنَّ إدارة ترامب “ستعيد النظر في تصنيف هيئة تحرير الشام، والرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع، كإرهابيين عالميين”، في خطوة اعتبرها مراقبون إشارة واضحة إلى رغبة واشنطن في إعادة صياغة تحالفاتها داخل سوريا.

هذه المراجعة تأتي في ظل التقدم الذي أحرزته الحكومة السورية الجديدة في الحرب على تنظيم داعش، واستلامها ملف مراكز الاحتجاز شمال شرق البلاد، إضافة إلى مؤشرات على انفتاح دبلوماسي تجاه إسرائيل.

واشنطن ورفع العقوبات عن سوريا والشرع

القرار التنفيذي الذي وقَّعه ترامب لا يشمل فقط تخفيف القيود الاقتصادية، بل يفتح الباب أمام مساعدات أمريكية مباشرة إلى مناطق سيطرة الحكومة السورية الجديدة، مع السماح بتصدير سلع كانت خاضعة للرقابة المشددة منذ تطبيق قانون “قيصر” عام 2019.

في الوقت نفسه، أكد البيت الأبيض أن العقوبات المفروضة على الأسد، وشركائه، وتجار المخدرات، والمرتبطين بالأسلحة الكيميائية، ستبقى قائمة، لحين “ضمان عدم عودتهم إلى المشهد السياسي والأمني السوري”.

مراجعة قانون “قيصر”

وفي إطار تنفيذ القرار الجديد، كلّف ترامب وزير الخارجية ماركو روبيو بتقييم إمكانية تعليق العقوبات الصادرة بموجب قانون “قيصر”، الذي كان يهدف إلى محاصرة نظام الأسد اقتصاديًا وقطع الدعم عنه داخليًا وخارجيًا.

روبيو سيشرف أيضًا على تقييم شامل لتصنيف سوريا كـ”دولة راعية للإرهاب”، وهي خطوة تُمهّد لتغيير جذري في العلاقة بين واشنطن ودمشق الجديدة.

تعاون حكومة سوريا وإسرائيل

من النقاط الأكثر إثارة للجدل في بيان البيت الأبيض، إعلان واشنطن دعمها لتطبيع العلاقات بين الحكومة السورية المؤقتة وإسرائيل، إضافة إلى التزامها بترحيل من وصفتهم بـ”الإرهابيين الفلسطينيين”، وحظر الجماعات الفلسطينية المسلحة، في إطار مكافحة الإرهاب ومنع عودة ظهور تنظيم داعش.

القرار الرئاسي الأمريكي يأتي استكمالاً لما أعلنه ترامب خلال زيارته إلى العاصمة السعودية الرياض في مايو الماضي، حين عبّر عن استعداده “لمنح سوريا فرصة للعودة إلى المجتمع الدولي”، بشرط أن تُظهر القيادة الجديدة التزامًا بمحاربة الإرهاب، والانفتاح على السلام في المنطقة.

هل يصبح الشرع “رجل أمريكا” في دمشق؟

بإعادة النظر في تصنيفه، وفتح قنوات الدعم المالي والدبلوماسي، تبدو واشنطن مستعدة للتعامل مع أحمد الشرع كلاعب شرعي في سوريا ما بعد الأسد.

ومع تزايد المؤشرات على دعم عربي وغربي للحكومة الجديدة، يطرح السؤال نفسه: هل تحوّل الشرع من قائد فصيل مطلوب إلى شريك استراتيجي في الشرق الأوسط؟

اقرأ أيضًا: اغتيال الرئيس السوري أحمد الشرع يتصدر التريند.. والحكومة توضح الحقيقة

زر الذهاب إلى الأعلى