وثائق إسرائيل في قبضة إيران.. هل نجحت طهران في اختراق أسرار تل أبيب؟

أعلنت إيران عن حصولها على كمية ضخمة من الوثائق والمعلومات الحساسة المتعلقة بـ إسرائيل، وبالأخص منشآتها النووية.
الإعلان الذي جاء عبر التلفزيون الرسمي الإيراني أثار موجة من التساؤلات حول مدى صحة هذه الوثائق وطبيعة المعلومات التي تحتويها، بالإضافة إلى تداعياتها على التوتر المتصاعد بين طهران وتل أبيب.
حجم الوثائق والمعلومات السرية التي استحوذت عليها إيران
وفق تقارير صحفية، أكدت مصادر إيرانية مطلعة أن جهاز الاستخبارات الإيراني نجح في الحصول على آلاف الوثائق الاستراتيجية الحساسة المتعلقة بمشاريع إسرائيل النووية، والتي تضمنت مستندات، صورًا، وفيديوهات توثق تفاصيل المنشآت والمشاريع.
ولفتت المصادر إلى أن العملية تمت قبل فترة، غير أن ضخامة حجم الوثائق وصعوبة نقلها بشكل آمن إلى داخل إيران فرضت تعتيماً إعلامياً مؤقتاً.
هذا الكم الهائل من الوثائق استوجب مراجعة دقيقة ووقتاً طويلاً من قبل الأجهزة الإيرانية لضمان فهم محتواها الكامل.
التصعيد في الملف النووي بين إيران وإسرائيل
وفق تقارير، يعتبر الملف النووي الإيراني محور التوتر الأكثر حدة في العلاقات بين طهران وتل أبيب. إيران تؤكد على حقها في تخصيب اليورانيوم وتطوير برنامجها النووي لأغراض مدنية، وهو ما تراه إسرائيل تهديداً وجودياً واضحاً.
في المقابل، هددت إسرائيل مراراً بالتصعيد العسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية في حال فشل المفاوضات التي بدأت منذ نيسان 2025 بين واشنطن وطهران.
صراع استخباراتي بين إسرائيل وإيران
في خطوة أمنية لافتة، اعتقلت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية مواطنين اثنين بتهمة التعاون مع إيران، فيما أكدت طهران أن الاعتقالات مرتبطة بقضية الوثائق المسربة، رغم غياب أي تأكيد رسمي من الجانب الإسرائيلي.
كان جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) والشرطة قد أعلنا، قبل 17 يوما، عن اعتقال شابين إسرائيليين في العشرينات من العمر، وهما روي مزراحي وإلموغ أتياس من مدينة نيشر شمال البلاد، بشبهة ارتكابهما جرائم أمنية تتعلق بإيران.
ورجَّحت بعض التحليلات أن يكون لهذين المعتقلين دور محتمل في عملية تسريب الوثائق، غير أن السلطات الإسرائيلية لم تؤكد حتى الآن وجود صلة مباشرة بين هذه الاعتقالات والعملية الاستخباراتية التي تحدثت عنها وسائل الإعلام الإيرانية.
دلالة تسريب الوثائق الإسرائيلية
وفق مراقبون، يشكل تسريب الوثائق الإسرائيلية ضربة قوية لقدرات الأمن والاستخبارات الإسرائيلية، ويمثل ورقة ضغط سياسية هامة لطهران في ظل المفاوضات النووية المستمرة.
في المقابل، تزيد هذه الخطوة من حالة التوتر وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط، مع احتمالية تصاعد المواجهة العسكرية.
وبحسب خبراء فإن نجاح إيران في الحصول على كمية هائلة من الوثائق الحساسة المتعلقة بالبرنامج النووي الإسرائيلي، مما يعكس تصعيداً جديداً في الصراع الإقليمي.
ومع استمرار رفض طهران التفاوض على ملف تخصيب اليورانيوم، تظل المنطقة على صفيح ساخن، وسط مخاوف من اندلاع مواجهة عسكرية قد تغيّر موازين القوى في الشرق الأوسط.
ماذا قالت إسرائيل بعد إعلان إيران ؟
لم تصدر الجهات الرسمية في إسرائيل أي تعليق على الادعاءات الإيرانية، كما لم تؤكد أو تنفِ الرواية المتعلقة بحجم المعلومات المسربة أو طبيعتها.
يُشار إلى أن التوتر الأمني والاستخباراتي بين إيران وإسرائيل تصاعد خلال السنوات الأخيرة، وسط عمليات متبادلة معلنة وسرية على أكثر من جبهة، تشمل ملفات نووية وأمنية واختراقات سيبرانية.
اقرأ أيضًا: استشهاد قائد كتائب المجاهدين في غزة بغارة إسرائيلية.. من هو أسعد أبو شريعة؟