وجه رسالة لواشنطن.. الشرع: لن نهدد دول الجوار وهذا موقف المقاتلين الأجانب

أكد الرئيس السوري أحمد الشرع أن استمرار الفوضى في سوريا لن يكون شأناً محلياً فحسب، بل سيؤثر بشكل مباشر على أمن واستقرار دول الجوار والعالم أجمع.
وأوضح أن الحكومة السورية الجديدة، التي تشكلت بعد سقوط النظام السابق، لن تسمح باستخدام الأراضي السورية لتهديد أي دولة، مشدداً على أن الأمن الإقليمي يرتبط بشكل وثيق بوضع سوريا الداخلي.
مفاوضات مع روسيا وتركيا لتطوير التعاون العسكري
في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز، كشف الشرع أن حكومته تجري مفاوضات نشطة مع كل من روسيا وتركيا لتطوير اتفاقيات عسكرية وأمنية جديدة، مؤكداً أن الوجود العسكري لهاتين الدولتين على الأراضي السورية قائم، وأن الحكومة تسعى لضمان أن يكون هذا الوجود ضمن إطار قانوني يضمن استقلال سوريا ويحافظ على أمنها.
وأشار الشرع إلى أن جميع الاتفاقيات السابقة التي أبرمتها الحكومات السابقة مع أطراف دولية قد أُلغيت، ويتم العمل حالياً على صياغة اتفاقيات جديدة تراعي المرحلة السياسية والأمنية الراهنة، مع انفتاح على شراء أسلحة من روسيا ودول أخرى حليفة.
الشرع يتحدث عن العلاقة مع روسيا
وحول العلاقة مع موسكو، أوضح الشرع أن روسيا كانت ولا تزال مورداً رئيسياً للأسلحة إلى سوريا، مشيراً إلى أن معظم العتاد العسكري السوري يعود إلى الصناعة الروسية، وهو ما يجعل من التعاون الدفاعي بين البلدين ضرورة إستراتيجية.
كما أكد أن الحكومة السورية تأخذ بعين الاعتبار المصالح الاقتصادية المشتركة، خصوصاً في قطاعات الغذاء والطاقة، معتبراً أن الشراكة مع روسيا تمتد إلى ما هو أبعد من التعاون العسكري فقط.
الشرع يوجة رسالة لواشنطن حول العقوبات الأمريكية
وفي الشأن الأمريكي، وجه الشرع دعوة إلى الولايات المتحدة لمراجعة سياساتها تجاه سوريا، مطالباً برفع العقوبات المفروضة على البلاد والتي فُرضت نتيجة انتهاكات ارتكبها النظام السابق.
وقال إن هذه العقوبات أسهمت في تدمير الاقتصاد السوري بشكل ممنهج، وأضرت بقطاعات حيوية مثل الزراعة والسياحة والخدمات.
وبيّن أن بعض الشروط الأمريكية لرفع العقوبات لا تزال قيد النقاش، وأن الحكومة السورية الجديدة مستعدة للدخول في مفاوضات بهدف الوصول إلى حلول متوازنة تحترم السيادة السورية وتفتح الباب أمام إنهاء العزلة الاقتصادية.
استقرار الساحل السوري وبناء الجيش
على الصعيد الداخلي، شدد الرئيس السوري على التزام حكومته بالحفاظ على الاستقرار في المناطق الساحلية، مؤكداً أن أي جهة يثبت تورطها في أعمال عنف ستُحاسب وفق القانون.
وأشار إلى أن الحكومة تعمل على إعادة بناء الجيش السوري بما يتناسب مع متطلبات الدولة الحديثة، موضحاً أن هذه العملية تحتاج إلى وقت وجهد كبيرين، ولا يمكن إنجازها في أشهر قليلة.
الجنسية للمقاتلين الأجانب وفق شروط محددة
وفي خطوة لافتة، كشف الشرع عن إمكانية منح الجنسية السورية لبعض المقاتلين الأجانب المقيمين في سوريا منذ سنوات، خصوصاً أولئك المتزوجين من سوريات والذين قاتلوا ضد النظام السابق، مشيراً إلى أن هذا الملف يُدرس بعناية ضمن سياق المصالحة الوطنية.
رؤية جديدة لسوريا على الساحة الإقليمية
أوضح الشرع أن المرحلة الجديدة التي تعيشها سوريا بعد انهيار النظام السابق، أسست لمنظومة أمنية وسياسية جديدة في المنطقة، ما دفع العديد من الدول الإقليمية والأوروبية إلى إعادة النظر في علاقاتها مع دمشق، والتعبير عن اهتمامها باستقرار سوريا كضرورة لحماية الأمن الإقليمي.
وأكد في ختام تصريحاته أن سوريا، بقيادة حكومته، تسير نحو مرحلة من الانفتاح المشروط والتوازن في علاقاتها الدولية، دون المساس باستقلال القرار السوري أو سيادة الدولة على أراضيها.
اقرأ أيضا
زلزال إسطنبول.. رعب يجتاح تركيا والسكان يهربون للشوارع بعد هزة بقوة 6.2 ريختر| شاهد