وريثة “شارل ديجول”.. فرنسا تترقب قرار بناء حاملة الطائرات النووية الجديدة PA-Ng

يقترب برنامج حاملة الطائرات النووية الفرنسية من الجيل التالي (PA-Ng) من نقطة تحول حاسمة، حيث أوشكت أعمال التصميم على الاكتمال، في انتظار قرار سياسي مرتقب خلال العام الجاري للمضي قدمًا في مرحلة البناء.
فرنسا تطلق البديل لحاملة الطائرات “شارل ديجول”
تُعد PA-Ng الحاملة المرتقبة التي ستحل محل حاملة الطائرات الحالية “شارل ديجول” بحلول عام 2038.
وقد بدأت فرنسا في العمل رسميًا في تصميمها وتطويرها منذ ديسمبر 2020، عبر شراكة صناعية بقيادة “MO Porte-Avions” (تحالف بين Naval Group وChantiers de l’Atlantique)، بينما تتولى شركة TechnicAtome مهمة تطوير محطة الدفع النووية المزودة بمفاعلين من طراز K-22 يعملان بالماء المضغوط.
تصميم متقدم وسعة تشغيل كبيرة
أسفرت أربع سنوات من أعمال التصميم عن تطوير سفينة يبلغ إزاحتها 78 ألف طن، بطول 310 أمتار وعرض يقارب 90 مترًا.
وتم تصميم الحاملة لاستيعاب مجموعة جوية مختلطة تضم 30 طائرة مقاتلة، وثلاث طائرات إنذار مبكر من طراز E-2D، وخمس إلى ست مروحيات.
وتشمل ميزاتها الرئيسية نظام EMALS الكهرومغناطيسي لإطلاق الطائرات، ونظام AAG للاسترداد، وحظيرتين ومصاعد بقدرة 40 طنًا.
تحسينات تشغيلية وهيكلية شاملة
تم تطوير سطح الطيران الذي تبلغ مساحته 17,200 متر مربع ليتيح تنفيذ عمليات إقلاع واستعادة متزامنة للطائرات، بخلاف ما هو متاح على “شارل ديغول”.
وقد تم وضع “الجزيرة” في مؤخرة السفينة بدلًا من مقدمتها لتحسين كفاءة العمليات الجوية.
كما تم إدماج منشآت متقدمة لتخزين الذخيرة وتزويد الطائرات بالوقود بشكل أسرع، ما يعزز من قدرة السفينة على تنفيذ طلعات قتالية عالية الكثافة لعدة أيام دون الحاجة للتزود.

دعم العمليات القتالية متعددة المهام
ووفقًا لتصريحات الكابتن “تيبو لافيرنه”، مدير برنامج البحرية الوطنية، تم تحسين التصميم لدعم مهام هجوم جوي واسع باستخدام 27 طائرة مقاتلة وطائرتين E-2D، مع قدرة على تخزين كميات كافية من الوقود والذخيرة لتنفيذ مهام قتالية لأكثر من أسبوع.
وجرى تعزيز سطح الطيران بمصاعد ومخازن ذخيرة تتيح تسريع التحميل والتجهيز، مع تقليل الاعتماد على العمليات الداخلية المعقدة.
نظام إطلاق أمريكي واختبارات تكامل متقدمة
ستُزوّد PA-Ng بنظامي EMALS وAAG من شركة General Atomics الأمريكية، وتم إجراء اختبارات تكامل حديثة في منشأة “ليكهورست” بالولايات المتحدة للتحقق من توافق طائرة “رافال” مع هذه الأنظمة.
ووفقًا للقيادة البحرية، من المتوقع أن يؤدي النظام الجديد إلى رفع الحد الأقصى لوزن الإقلاع مقارنة بحاملة “شارل ديغول”.
جناح جوي هجين: المقاتلات والطائرات بدون طيار
تخطط البحرية الفرنسية لتشغيل جناح جوي هجين يتضمن طائرات رافال F5، وطائرات E-2D، بالإضافة إلى طائرات مسيّرة قتالية من المتوقع دخولها الخدمة اعتبارًا من عام 2040.
وستكون هذه المسيّرات بمثابة “جناح مخلص” يدعم مقاتلات رافال في اختراق الدفاعات الجوية وتوفير الحماية في بيئات عدائية.
مقاتلة بحرية جديدة في الأفق
بالنظر إلى المستقبل، تستعد البحرية الفرنسية لإدخال مقاتلة بحرية جديدة كليًا بحلول عام 2045، ستعمل بالتوازي مع رافال والمسيّرات وطائرات E-2D ضمن تشكيل هجومي متكامل يرفع من القدرات القتالية ويكرّس مفهوم “الجناح الهجين” الكامل على متن PA-Ng.
جدول زمني للبناء والتجهيز ومرحلة التجارب البحرية 2036
من المقرر بدء تجميع السفينة في منشأة Chantiers de l’Atlantique عام 2032، لتنتقل لاحقًا إلى قاعدة “تولون” البحرية منتصف عام 2035، حيث ستُستكمل أعمال التجهيز والتزويد بالوقود قبل دخولها مرحلة التجارب البحرية في عام 2036.
تمويل مبكر لتأمين معدات حساسة
وقبل اتخاذ القرار النهائي بالبناء، خصصت مديرية التسليح الفرنسية (DGA) نحو 600 مليون يورو في أبريل 2024 لشراء المعدات طويلة الأمد من MO Porte-Avions وTechnicAtome، وتشمل مكونات نووية حيوية مثل أوعية المفاعلات وأنظمة البخار الثانوية.
اقرأ أيضاً.. طوربيد صيني بالذكاء الاصطناعي.. ثورة الأسلحة تحت الماء وسباق جديد مع أمريكا