وزارة الدفاع تُحدد عام 2027 عامًا محتملًا لغزو الصين لتايوان

حددت تايبيه رسميًا عام 2027 عامًا محتملًا لغزو الصين لتايوان خلال مناوراتها العسكرية السنوية، مما يصعد المخاوف بشأن التوترات المتزايدة مع بكين.

تُمثل هذه المرة الأولى منذ عقد على الأقل التي تُحدد فيها وزارة الدفاع التايوانية عامًا مُحددًا لهجوم صيني مُحتمل، مما يعكس القلق المتزايد المُحيط بأمن الجزيرة المُتمتعة بالحكم الذاتي.

في وثيقة صدرت في 18 مارس 2025، لإحاطة المُشرّعين التايوانيين، كشفت وزارة الدفاع أن التدريبات العسكرية السنوية، المعروفة باسم مناورات هان كوانغ، ستُركّز على الاستعداد لصراع مُحتمل مع الصين.

الجدير بالذكر أن تدريبات هذا العام ستُمدّد إلى عشرة أيام، أي ضعف مدتها المُعتادة، للتأكيد على أهمية التأهب العسكري في ظلّ تصاعد التوترات بين البلدين.

2027 كإشارة سياسية وعسكرية

يأتي قرار تحديد عام 2027 كعام غزو محتمل بعد سنوات من تصاعد النشاط العسكري للصين، التي تدّعي أن تايوان جزء من أراضيها. ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح ما إذا كان هذا التاريخ المحدد مجرد خطوة سياسية لحشد الدعم لزيادة الإنفاق الدفاعي أم أنه تقييم عسكري واقعي.

قلّل وزير الدفاع التايواني، ويلينغتون كو، من أهمية الجدول الزمني لعام 2027، موضحًا أن مثل هذه الجداول الزمنية في مناورات هان كوانغ كانت تُحدد دائمًا قبل عام أو عامين لمراعاة اختبار واعتماد المعدات العسكرية الجديدة والتدريبات.

مع ذلك، يشير الخبراء إلى أن ذكر عام 2027 قد يكون خطوة استراتيجية لدفع زيادات الميزانية العسكرية في البرلمان التايواني المنقسم سياسيًا.

أشار جاك تشن، مدير منظمة “فورموزا ديفنس فيجن” (Formosa Defense Vision)، وهي منظمة مناصرة، إلى أن مثل هذه الإشارة قد تدفع أحزاب المعارضة والجمهور إلى إدراك الحاجة الملحة لتعزيز القدرات الدفاعية لتايوان.

التعزيزات العسكرية الصينية وردّ تايوان

يتماشى تاريخ 2027 مع طموحات الصين العسكرية. فقد حدد الرئيس الصيني شي جين بينغ هدفًا لجيش التحرير الشعبي الصيني يتمثل في الوصول إلى وضع “الجيش الحديث” بحلول عام 2027، و”قوة عالمية المستوى” بحلول عام 2047.

ردّد المسؤولون الأمريكيون هذه المخاوف، مشيرين إلى أن الصين تُسرّع من استعداداتها لغزو محتمل لتايوان. وتُسلّط التقييمات الأمريكية الضوء على التعزيزات العسكرية الكبيرة لبكين، بما في ذلك توسيع الطائرات المقاتلة والسفن الحربية، ومضاعفة مخزونها الصاروخي منذ عام 2020.

في حين أن تايوان رفضت بعض هذه التقييمات في الماضي، حيث جادل وزير الدفاع كو سابقًا بأن الصين لن تكون مستعدة لتنفيذ عمليات إنزال برمائي واسعة النطاق، إلا أن التطورات الأخيرة تُشير إلى تزايد المخاوف. كما أثارت القضايا الداخلية داخل جيش التحرير الشعبي الصيني، بما في ذلك عمليات تطهير الفساد بين كبار الضباط، شكوكًا حول جاهزية الصين العسكرية.

أشار التقرير السنوي للبنتاغون المُقدّم إلى الكونغرس إلى أن عمليات التطهير هذه قد تُعيق قدرة الصين على شنّ حملة عسكرية سريعة، وقد تُقوّض أهداف التحديث التي وضعها شي.

اقرأ أيضًا: هجرة العقول.. بريطانيا على وشك الإفلاس والانهيار المالي بسبب ترامب 

دور الرئيس لاي وتزايد ضغط بكين

منذ تولي الرئيس التايواني لاي تشينغ تي منصبه في مايو 2024، صعّدت بكين ضغطها على الجزيرة. وشمل ذلك مناورتين عسكريتين واسعتي النطاق بالقرب من تايوان، وتوغلات متكررة في المجال الجوي التايواني. كما اشتدّت حدة خطاب بكين، حيث دعا مسؤولون رفيعو المستوى، مثل وانغ هونينغ، إلى “إعادة توحيد الوطن الأم حتمًا”.

بدوره، اتخذ لاي موقفًا أكثر حزمًا تجاه الصين. ففي وقت سابق من هذا العام، أصبح أول رئيس تايواني يُصنّف الصين رسميًا “قوةً معاديةً أجنبية”. ردًا على ذلك، أجرت الصين تدريبات عسكرية حول تايوان، مما زاد من حدة التوترات، وأظهر عزمها على فرض سيطرتها على المنطقة.

التدخل الأمريكي والغموض الاستراتيجي

في الوقت الذي تستعد فيه تايوان لمواجهة التهديد الصيني المتزايد، علق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على استراتيجية الجزيرة الدفاعية، داعيًا إلى زيادة الإنفاق العسكري. إلا أن ترامب امتنع عن الالتزام بالدفاع عن تايوان في حال غزو صيني، عائدًا إلى سياسة واشنطن الراسخة المتمثلة في “الغموض الاستراتيجي”.

تهدف هذه السياسة إلى ردع الصين عن شنّ أي هجوم، ومنع تايوان من اتخاذ أي خطوات أحادية الجانب نحو إعلان الاستقلال.

زر الذهاب إلى الأعلى