وزير الخارجية الإسرائيلي: من مصلحة بريطانيا هزيمة الجماعات الإسلامية المتطرفة

القاهرة (خاص عن مصر)- في مقابلة نشرتها التليجراف، أعرب وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، عن قلقه إزاء استمرار وجود الجماعات الإسلامية المتطرفة في المملكة المتحدة، متسائلاً بشكل خاص عن أنشطة جماعة الإخوان المسلمين.

خلال زيارته للمملكة المتحدة، أثار ساعر نقاطًا مهمة تتعلق بالعلاقة بين البلدين ودور الجماعات الإسلامية المتطرفة في الأمن الدولي. وأكد أن حرب إسرائيل في الشرق الأوسط تؤثر بشكل مباشر على سلامة ومصالح المملكة المتحدة والديمقراطيات الغربية الأخرى.

إعلان

العلاقات البريطانية الإسرائيلية

عند سؤاله عن متانة العلاقة بين المملكة المتحدة وإسرائيل، سارع ساعر إلى التأكيد على أن المملكة المتحدة لا تزال صديقة جيدة لإسرائيل، على الرغم من الخلافات العرضية.

أقرّ بوجود اختلافات في الرأي، لكنه شدد على أهمية الحفاظ على شراكة وثيقة، لا سيما فيما يتعلق بالأمن القومي والتعاون الاستخباراتي. وأكد ساعر أن كلا البلدين يستفيدان من تعاونهما، لا سيما في مجالات مكافحة الإرهاب والاستخبارات الأمنية.

جاءت تصريحات ساعر عقب اجتماعه مع وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، حيث جرت مناقشات حول قضايا مختلفة، بما في ذلك المخاوف الإنسانية في غزة ومفاوضات الرهائن الجارية. وبينما لم يتوافق البيان الرسمي للاجتماع تمامًا مع الموقف الإسرائيلي، أكد ساعر على أهمية الحوار لتقريب وجهات النظر.

تحدي الجماعات الإسلامية المتطرفة

أعرب ساعر عن إحباطه مما يراه نقصًا في الفهم في المملكة المتحدة للمخاوف الأمنية الإسرائيلية، لا سيما فيما يتعلق بتكتيكات حماس والجهاد الإسلامي. وأكد أن إجراءات إسرائيل، مثل استهداف العمليات العسكرية في المناطق المدنية وما حولها، كالمستشفيات والمدارس، تُتخذ بحذر شديد لتقليل الأضرار الجانبية.

مع ذلك، تساءل عن سبب استخدام هذه المواقع كمواقع انطلاق لهجمات ضد إسرائيل، وحثّ المملكة المتحدة على مراعاة السياق الأوسع لاحتياجات إسرائيل الدفاعية.

من أبرز تصريحات ساعر، ما يتعلق بأنشطة جماعة الإخوان المسلمين في المملكة المتحدة. أشار إلى أن بعض الدول العربية اتخذت إجراءات لتقييد أنشطة الإخوان المسلمين، وتساءل عن سبب عدم قيام المملكة المتحدة، الحليف الرئيسي في مكافحة التطرف، بالمثل.

جادل ساعر بأن هذه القضية، وإن كانت من اختصاص المملكة المتحدة في المقام الأول، إلا أنها قد تكون لها عواقب أوسع نطاقًا على الأمن والاستقرار في المنطقة.

اقرأ أيضًا: خلال أيام.. افتتاح أطول ممشى سياحي في الإسكندرية بعمق نصف كيلومتر داخل البحر

الإسلاميون المتطرفون وانتشارهم العالمي

تتجاوز مخاوف ساعر حدود الشرق الأوسط. وحذّر من أن هزيمة الإسلاميين المتطرفين في الشرق الأوسط أمر بالغ الأهمية ليس فقط لأمن إسرائيل، بل أيضًا لأمن أوروبا.

قال: “من الواضح أن من مصلحة أوروبا والمملكة المتحدة هزيمة الإسلاميين المتطرفين في الشرق الأوسط”، مؤكدًا أن نتائج هذه الصراعات ستنعكس سلبًا على المجتمعات المسلمة في أوروبا.

كما أشار إلى التهديد المتزايد للجهادية وأهمية التعاون الدولي في مكافحة هذه الأيديولوجيات. وجادل ساعر بأن إسرائيل في طليعة هذه المعركة، لا تدافع عن شعبها فحسب، بل تقف أيضًا مدافعًا عن القيم الغربية والمبادئ الديمقراطية في مواجهة الإسلام المتطرف.

نهج إسرائيل تجاه قضية الدولة الفلسطينية

بالانتقال إلى القضايا الإقليمية الأوسع، تطرق ساعر إلى الجدل الدائر حول الدولة الفلسطينية، لا سيما فيما يتعلق باحتمال اعتراف فرنسا الأحادي الجانب بدولة فلسطينية. عارض ساعر بشدة هذه الخطوة، معتبرًا أنها ستقوض عملية السلام وتقلل من رغبة الفلسطينيين في التفاوض.

حذّر من أن مثل هذه الإجراءات قد تؤدي إلى خطوات أحادية الجانب من جانب إسرائيل، لا سيما في الأراضي المتنازع عليها كالضفة الغربية، مما قد يؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار.

التهديد النووي الإيراني

تطرق الحديث أيضًا إلى التهديد المتزايد الذي تشكله طموحات إيران النووية. وأعرب ساعر عن قلق إسرائيل البالغ إزاء سعي إيران لامتلاك أسلحة نووية وتداعيات ذلك على منطقة الشرق الأوسط بأكملها وما وراءها.

سلط الضوء على دور إيران في زعزعة استقرار المنطقة من خلال دعمها لجماعات بالوكالة مثل حزب الله وحماس والحوثيين، وحذّر من أن امتلاك إيران لقدرات نووية سيشعل سباق تسلح إقليميًا.

أكد ساعر التزام إسرائيل بمنع إيران من الحصول على الأسلحة النووية، مؤكدا أن عواقب التقاعس عن العمل ستكون كارثية ليس فقط على إسرائيل بل وعلى الأمن العالمي.

نضال أوسع ضد التطرف

اختتم ساعر كلمته بوصف جهود إسرائيل كجزء من نضال عالمي أوسع ضد التطرف الراديكالي. وقال: “نحن نقاتل للدفاع عن أنفسنا، لكننا نقاتل أيضًا دفاعًا عن العالم الغربي بأسره”.

دعا المملكة المتحدة والديمقراطيات الأخرى إلى إدراك الطبيعة المشتركة للتهديد الذي يشكله الإسلاميون المتطرفون، وشدد على أهمية استمرار التعاون في مكافحة هذه القوى.

إعلان
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
error: Content is protected !!