وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية تقلل من أهمية هجمات إسرائيل

أسفرت الهجمات، التي استهدفت مواقع عسكرية، عن مقتل جنديين إيرانيين

القاهرة (خاص عن مصر)- في الساعات الأولى من صباح يوم السبت، استيقظ الإيرانيون على صوت الانفجارات حيث نفذت إسرائيل هجمات انتقامية في ثلاث محافظات على الأقل، بما في ذلك طهران، وفقا لما نشرته نيويورك تايمز.

أسفرت الهجمات، التي استهدفت مواقع عسكرية، عن مقتل جنديين إيرانيين، وفقًا لمصادر عسكرية. وعلى الرغم من خطورة الموقف، قللت وسائل الإعلام الرسمية والمنافذ المرتبطة بالحرس الثوري الإسلامي من تأثير الضربات، وصوَّرت صورة طبيعية في العاصمة.

رد فعل وسائل الإعلام الرسمية

في أعقاب الهجمات، بث التلفزيون الحكومي الإيراني مقاطع بعنوان “يوم عادي في طهران”، تضمنت تقارير مبهجة من الأسواق المحلية وحركة المرور الصباحية. ويتناقض هذا التصوير بشكل صارخ مع تجارب العديد من السكان الذين أفادوا بسماع انفجارات عالية. وزعمت وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء أن التقييمات الأولية أشارت إلى أن عمليات إسرائيل كانت غير فعالة.

الحياة الطبيعية وسط الفوضى

بحلول منتصف الصباح، بدا أن الحياة اليومية مستمرة كالمعتاد في طهران، حيث يذهب الأطفال إلى المدارس ويتوجه الكبار إلى العمل. ومع ذلك، تروي روايات شهود العيان قصة مختلفة. أفادت الصحافية الإيرانية مريم ناراغي بسماع أصوات انفجارات القنابل، بينما لاحظ صحافي آخر، ياشار سلطاني، رؤية “أضواء كبيرة جدًا في السماء”.

أعربت هوري، وهي أم من طهران، عن قلقها بعد ليلة مليئة بالانفجارات الصاخبة وبؤس أطفالها. وكشفت أن زوجها كان ملتصقًا بالتلفزيون الفضائي ووسائل التواصل الاجتماعي للحصول على التحديثات، حيث قدمت وسائل الإعلام الحكومية معلومات ضئيلة.

الأهداف والتداعيات العسكرية

صرح الجيش الإيراني أن الهجمات الإسرائيلية استهدفت مواقع مهمة، بما في ذلك قواعد الصواريخ في محافظة طهران ونظام الدفاع الجوي الذي يحمي مطار الإمام الخميني الدولي. وكشفت مصادر داخل الحرس الثوري عن مهاجمة العديد من قواعد الصواريخ، حيث ضربت طائرات بدون طيار إسرائيلية قاعدة بارشين العسكرية السرية.

وأكد الجيش الإسرائيلي دقة ضرباته، والتي زعم أنها كانت ردودًا على الهجمات المستمرة على إسرائيل من قبل القوات الإيرانية وحلفائها في جميع أنحاء المنطقة.

ردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي ورواية الحكومة

مع انتشار الأخبار، لجأ المسؤولون الحكوميون والمؤيدون إلى وسائل التواصل الاجتماعي للتقليل من أهمية الهجمات، والسخرية من المواطنين الإسرائيليين الذين سعوا إلى الاحتماء أثناء الهجمات الصاروخية السابقة من إيران. وغرد مهدي محمدي، المستشار الأول لرئيس البرلمان المحافظ، قائلاً: “لم نر شيئًا، لكنهم رأوا الكثير”.

ويشير المحللون إلى أن محاولات الحكومة الإيرانية لتقليل شدة الهجمات قد تكون بمثابة خطوة استراتيجية لإنشاء منحدر للخروج من المواجهة العسكرية المتصاعدة. وأشار أوميد ميماريان، الخبير في الشؤون الإيرانية في مؤسسة داون للأبحاث، إلى أن النظام الإيراني يدرك تمامًا عيوبه العسكرية وقد يسعى إلى تجنب المزيد من التصعيد.

زر الذهاب إلى الأعلى