وضع حجر أساس أول مصنع لشركة هيونداي في السعودية.. وبدء الإنتاج 2026

في خطوة تعكس طموح المملكة العربية السعودية لتصبح مركزاً عالمياً لصناعة السيارات، أشرف وزير الصناعة والثروة المعدنية، بندر بن إبراهيم الخريف، يوم الأربعاء، على مراسم وضع حجر الأساس لمصنع شركة “هيونداي موتور” في مجمع الملك سلمان لصناعة السيارات، الواقع بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية.

يأتي هذا المشروع نتيجة شراكة استراتيجية بين صندوق الاستثمارات العامة السعودي وشركة هيونداي الكورية الجنوبية، لتعزيز توطين صناعة السيارات ودفع عجلة التحول الصناعي في المملكة.

تفاصيل المشروع مصنع هيونداي في السعودية

ويعد المصنع الأول من نوعه لشركة هيونداي في منطقة الشرق الأوسط، وهو نتاج شراكة تملك فيها صندوق الاستثمارات العامة 70% من أسهم شركة “هيونداي الشرق الأوسط لصناعة المحركات”، بينما تمتلك هيونداي موتور النسبة المتبقية البالغة 30%.

اقرأ أيضًا: مبادرة ترامب الكبرى بدعم الإمارات والسعودية لإنهاء الحرب في غزة.. هل تستحق نوبل؟

ومن المقرر أن يبدأ المصنع عمليات الإنتاج في الربع الأخير من عام 2026، بطاقة إنتاجية سنوية تصل إلى 50 ألف سيارة، تشمل سيارات تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي والسيارات الكهربائية.

ووفقاً لوكالة الأنباء السعودية (واس)، من المتوقع أن يسهم المشروع في تعزيز الناتج المحلي الإجمالي للمملكة بنحو 5 مليارات دولار بحلول عام 2045.

وضع حجر أساس مصنع هيونداي في السعودية
وضع حجر أساس مصنع هيونداي في السعودية

ويعتبر هذا المصنع جزءاً من سلسلة استثمارات استراتيجية يقودها صندوق الاستثمارات العامة لتطوير البنية التحتية الصناعية، تعزيز سلاسل الإمداد، وتوطين التصنيع المحلي، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030.

خطوة نحو الريادة العالمية

وخلال مراسم وضع حجر الأساس، أكد معالي الوزير بندر الخريف أن المملكة تسير بخطى واثقة نحو توطين صناعة السيارات، مشيراً إلى أن هذا المشروع يشكل محطة بارزة في مسيرة التحول الصناعي.

وأوضح أن المصنع سيعزز القدرات الصناعية، ويقوي سلاسل التوريد، ويسهم في تلبية الطلب المحلي والإقليمي على السيارات، مما يرسخ مكانة المملكة كمركز عالمي للصناعة.

وأضاف الخريف: “إن استقطاب ثلاثة من رواد صناعة السيارات العالميين – هيونداي، لوسيد، وسير – لإنتاج 300 ألف سيارة سنوياً في مجمع صناعي واحد يعكس نجاح الإستراتيجية الوطنية للصناعة، وهذا الإنجاز يحقق أهدافنا في خلق قيمة مضافة للاقتصاد الوطني وتعزيز تنافسيته على المستوى العالمي”.

دور هيونداي في السوق السعودي

وتتمتع شركة هيونداي بعلاقة طويلة الأمد مع السوق السعودي تمتد لأكثر من 40 عاماً، حيث تحتل المرتبة الثانية من حيث الحصة السوقية في قطاع السيارات بالمملكة.

ويأتي هذا المشروع لتعزيز حضور الشركة في المنطقة، مع التركيز على إنتاج سيارات تلبي احتياجات السوق المحلي والإقليمي، بما في ذلك السيارات الكهربائية التي تتماشى مع التوجهات العالمية نحو الاستدامة.

رؤية 2030 والتحول الصناعي

ويندرج مشروع مصنع هيونداي ضمن الجهود الأوسع لصندوق الاستثمارات العامة لدعم التحول الصناعي في المملكة، حيث يهدف الصندوق إلى تنويع مصادر الاقتصاد الوطني وتقليل الاعتماد على النفط.

ويعد مجمع الملك سلمان لصناعة السيارات، الذي يضم شركات عالمية مثل لوسيد وسير، نموذجاً للتكامل الصناعي الذي يجمع بين التصنيع المحلي، الابتكار التكنولوجي، وسلاسل الإمداد العالمية.

كما يعكس المشروع التزام المملكة بتطوير المحتوى المحلي، حيث يتوقع أن يسهم المصنع في خلق فرص عمل جديدة، ونقل التقنيات المتقدمة، وتطوير الكفاءات الوطنية في قطاع السيارات.

طفرة في الصناعة

ومع اقتراب موعد بدء الإنتاج في عام 2026، يُنظر إلى مصنع هيونداي كجزء من منظومة صناعية متكاملة ستعزز مكانة المملكة كوجهة استثمارية رائدة في قطاع السيارات.

ومن المتوقع أن يسهم هذا المشروع، إلى جانب المشاريع الأخرى في مجمع الملك سلمان، في تحقيق طفرة نوعية في الصناعة الوطنية، مما يدعم تحقيق مستهدفات رؤية 2030.

زر الذهاب إلى الأعلى