تفاصيل اللحظات الأخيرة لوقف إطلاق النار في لبنان

ذكرت صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية، استناداً إلى مصادر مطلعة، أن الرئيسين الأمريكي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون سيعلنان صباح الثلاثاء عن اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان وأي عمليات عدائية بين حزب الله وإسرائيل لمدة 60 يوماً.

اقرأ أيضا: بالصور.. صواريخ أتاكمز تدمر أحدث منظومة دفاع جوي روسية S-400 في كورسك

وقف إطلاق النار في لبنان

يأتي هذا الإعلان في وقت تشهد فيه واشنطن تفاؤلاً حذراً حول إمكانية نجاح الصيغة الأمريكية لوقف الأعمال القتالية، التي تعتمد على انسحاب حزب الله من المنطقة الواقعة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني، بحيث يمكن التحقق من هذا الانسحاب، مقابل انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق التي احتلتها منذ بداية الهجوم البري المحدود على الأراضي اللبنانية.

موافقة نتنياهو

أفاد مصدر مطلع على المفاوضات بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وافق “من حيث المبدأ” على اتفاق لوقف إطلاق النار مع حزب الله خلال مشاورات أمنية جرت مساء الأحد مع المسؤولين الإسرائيليين.

وأضاف المصدر أن إسرائيل ما تزال تراجع بعض التفاصيل المتعلقة بالاتفاق، والتي من المتوقع أن يتم تسليمها للحكومة اللبنانية في وقت لاحق اليوم.

وما يزال الاتفاق في طور التفاوض، مع تأكيد عدة مصادر أن إتمامه بشكل نهائي يتوقف على حل بعض القضايا العالقة، ومن المنتظر أن يوافق مجلس الوزراء الإسرائيلي على الاتفاق، وهو ما لم يحدث حتى الآن.

محادثات إيجابية ولكن حذرة

بحسب مصادر على دراية بالتطورات، تشير المحادثات إلى اتجاه إيجابي نحو التوصل لاتفاق، لكن استمرت المعارك بين إسرائيل وحزب الله، مما قد يعرقل المفاوضات إذا حدث أي خطأ، كما صرح مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى اليوم بأن مجلس الوزراء الإسرائيلي يناقش غداً مقترح وقف إطلاق النار مع حزب الله، مع إمكانية التوصل إلى اتفاق في الأيام المقبلة.

من جانب آخر، أفاد مسؤول لبناني بأن الولايات المتحدة أبلغت بيروت بأن الإعلان عن الاتفاق قد يتم في الساعات القليلة القادمة.

تفاؤل حذر في لبنان

وفي تصريحات لموقع “أكسيوس” الأمريكي، قال مسؤول أمريكي كبير إن إسرائيل ولبنان توصلا إلى شروط لإنهاء الصراع، ومن المتوقع أن توافق إسرائيل على المقترح يوم الثلاثاء.

وذكر داني دانون، المبعوث الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، أن المحادثات بشأن وقف إطلاق النار مع حزب الله “تتقدم”، لكنه أشار إلى أن إسرائيل ستحتفظ بحقها في ضرب أهداف في جنوب لبنان بموجب الاتفاق.

نائب رئيس مجلس النواب اللبناني، إلياس بو صعب، أعرب عن تفاؤل حذر، قائلاً إنه “لم تعد هناك عقبات جدية” أمام تنفيذ وقف إطلاق النار، الذي يتضمن انسحاباً عسكرياً إسرائيلياً من جنوب لبنان، ونشر قوات للجيش اللبناني على الحدود في غضون 60 يوماً.

تصعيد في الأعمال القتالية

وفي الوقت الذي تزداد فيه التحركات الدبلوماسية، استمرت العمليات العسكرية، ففي بداية الأسبوع، شنت إسرائيل ضربات جوية عنيفة أسفرت عن مقتل 29 شخصاً في وسط بيروت، بينما أطلقت جماعة حزب الله أكبر وابل صواريخ حتى الآن، بلغ عددها 250 صاروخاً تجاه إسرائيل، كما استهدفت الغارات الإسرائيلية على الضواحي الجنوبية لبيروت، مما أدى إلى تدمير العديد من المنشآت.

فيما يتعلق بالمفاوضات، أفاد ديفيد مينسر، المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، بأن هناك تقدماً نحو الاتفاق، رغم وجود بعض القضايا العالقة التي تحتاج إلى تسوية.

وبينما عبر المسؤولون اللبنانيون عن تفاؤل حذر، أكدوا أن اللحظة الحاسمة قد تكون قريبة، مع ضرورة التعامل بحذر مع المواقف المتقلبة التي قد يعبر عنها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.