ولاية ثالثة لـ ترامب.. هل تنجح محاولات الرئيس الأمريكي في تعديل الدستور ؟

حالة من الجدل تشهدها الأوساط السياسية الأمريكية، في ظل سعي مؤيدي ترامب لمنحه ولاية ثالثة والتخطيط لتعديل دستوري يسمح له بالترشح لولاية جديدة.

يأتي هذا التوجه في ظل القيود التي يفرضها التعديل الثاني والعشرون للدستور الأمريكي، والذي تم اعتماده عام 1951، ويمنع انتخاب نفس الشخص رئيسًا لأكثر من فترتين رئاسيتين.

الترويج لولاية ثالثة لترامب

خلال مؤتمر العمل السياسي المحافظ الذي عُقد مؤخرًا، ظهرت لافتات تحمل شعار “مشروع الولاية الثالثة، من أجل ترامب 2028 وما بعده”، مصحوبة بصور لترامب بملامح تشبه الإمبراطور الروماني يوليوس قيصر.

وبحسب تقارير يعكس هذا المشهد حماس بعض أنصار ترامب لتجاوز القيود الدستورية الحالية وتمكينه من البقاء في السلطة لفترة أطول.

مشروع لتعديل الدستور

في يناير الماضي، قدم النائب الجمهوري آندي أوغلز مشروع قرار يهدف إلى تعديل الدستور لتمديد فترة ولاية الرئيس من ثماني سنوات إلى اثني عشر عامًا.

وأوضح أوغلز في بيانه أن هذا التعديل سيمكن البلاد من “الحفاظ على القيادة الجريئة التي تحتاجها أمتنا بشدة”.

يُذكر أن التعديل الثاني والعشرين تم اقتراحه عام 1947 وتم التصديق عليه عام 1951، بهدف منع تكرار انتخاب الرئيس فرانكلين روزفلت لأربع فترات رئاسية متتالية.

تعقيدات تعديل الدستور الأمريكي

تعديل الدستور الأمريكي يتطلب عملية معقدة، حيث يجب أن يحظى أي اقتراح بتأييد ثلثي أعضاء الكونغرس (مجلسي الشيوخ والنواب)، أو أن تطلب ثلثا الولايات (34 من أصل 50) عقد مؤتمر دستوري لاقتراح التعديلات. بعد ذلك، يتعين تصديق ثلاثة أرباع الولايات (38 ولاية) على التعديل المقترح ليصبح ساري المفعول.

هذه العملية الطويلة والصعبة تجعل من تعديل الدستور أمرًا نادر الحدوث في التاريخ الأمريكي.

ترامب ورغبة الولاية الثالثة

من الجدير بالذكر أن الرئيس ترامب ألمح في مناسبات عدة إلى رغبته في البقاء في السلطة لفترة أطول. في تجمعات سابقة، تساءل مازحًا عن إمكانية تمديد فترة ولايته، مما أثار تكهنات حول نواياه الحقيقية.

هذه التصريحات، إلى جانب تحركات أنصاره، أثارت مخاوف بين المراقبين من احتمال تقويض المبادئ الديمقراطية الراسخة في النظام السياسي الأمريكي.

المعارضة السياسية لولاية ترامب

مع ذلك، يواجه هذا التوجه معارضة شديدة من مختلف الأطياف السياسية. يرى العديد من الخبراء أن محاولة تعديل الدستور للسماح بولاية رئاسية ثالثة قد تؤدي إلى انقسامات حادة داخل المجتمع الأمريكي، وتثير تساؤلات حول مستقبل الديمقراطية في البلاد.

بالإضافة إلى ذلك، يشير بعض المحللين إلى أن التركيز على تمديد فترات الرئاسة قد يصرف الانتباه عن القضايا الملحة التي تواجه الأمة.

هل يمكن أن ينجح مشروع ولاية ثالثة لترامب؟

بينما يسعى بعض أنصار الرئيس ترامب إلى تعديل الدستور لتمكينه من الترشح لولاية ثالثة، تبقى هذه الجهود محاطة بتحديات قانونية وسياسية كبيرة.

يبقى السؤال المطروح: هل ستنجح هذه المساعي في تغيير أحد المبادئ الأساسية للديمقراطية الأمريكية، أم ستظل القيود الدستورية حاجزًا أمام طموحات التمديد الرئاسي؟

اقرأ أيضًا: خطة ترامب لغزة.. كيف فضح مقطع فيديو نوايا الرئيس الأمريكي.. شاهد

زر الذهاب إلى الأعلى