توحيد مصر: حكاية أول دولة مركزية في التاريخ

نب تاوي، سيد الأرضين، نسوت بيتي، ملك مصر العليا والسفلى

تلك الألقاب السياسية التي رنّت عبر العصور والأزمنة، لم يتخذها ملوك مصر الأبطال منذ أن أشرقت بنور حضارتها على العالم فحسب، بل كانت تجسيداً لشعب عظيم كافح لتوحيد بلاده.

على أرض وادي النيل الخصيب، تشكّلت حضارات متطورة فكرياً وعلمياً واقتصادياً، لكن ظلّت تلك الحضارات، التى عُرِفَت بعصور ما قبل التاريخ أو عصور ما قبل الأسرات، مُجزّأةً إلى أقاليم ومُدن، ولم تعرف فكرة الدولة المركزية كما نعرفها اليوم.

شملت تلك الحضارات:

• دير تاسا
• مرمدة بني سلامة
• البداري
• نقادة الأولى والثانية والثالثة وغيرهم

مدن وأقاليم متفرقة تجمعها علاقات ثقافية واقتصادية ليس إلا. وبمرور الزمن تطورت هذه الحضارات لِتُكوّن مملكة مصر العليا في جنوب مصر ومملكة مصر السفلى في شمال مصر. حيث تميّزت كل مملكة بالشعار والتاج والعاصمة الخاصة بها.

و قصة توحيد الأرضين على يد الملك نعرمر نعرفها جميعاً، ولكن هل تعرف أن أول محاولة لتوحيد الأرضين بدأت قبل مينا بعشرات السنين؟

على الرغم من غموض هذه الحقبة وتضارب الآراء حولها، إلا أنّه يُنسب الفضل في أولى محاولات توحيد مصر إلى الملك “العقرب الأول”.

يشوبُ الغموض حقيقة شخصية الملك العقرب الأول. فقد انقسم العلماء والمؤرخون حول شخصيته، وخرجوا بنظرياتٍ مهمةٍ:

• النظرية الأولى: العقرب ملكان يحملان نفس الاسم:

الملك العقرب الأول حكم مصر العليا في أواخر حضارة نقادة الثالثة.
حقق الملك انتصارات عظيمة سيطر من خلالها على أجزاء كبيرة من مصر السفلى، فنجح في توحيد الأرضين.
تُعدّ مقبرته الرائعة في أبيدوس بمحافظة سوهاج دليل أثري قوي على نفوذه ورفاهية عصره.

أما الملك العقرب الثاني، الذي حكم بعد سلفه الأول بقرن من الزمان وحكم مصر العليا أيضاً، فقد كان مقاتلاً شجاعاً وبارعاً، وتُنسب إليه محاولة توحيد الأرضين، إلا أن بعض العلماء والمؤرخين يشككون في الأمر.

• النظرية الثانية: الملك العقرب هو نفسه الملك نعرمر:

يستند أصحاب هذه النظرية إلى التشابه الكبير بين نقوش الملكين حسب الآثار، ما يعني أن العقرب لقب للملك نعرمر ليس إلا.

ولكن ما اتفقت عليه الآثار وأكده العلماء والمؤرخون أن الملك العظيم نعرمر، مؤسس عصر الأسرات، صاحب أهم محاولة توحيد الأرضين. فكيف استطاع نعرمر تحقيق هذا الحلم؟

للحكاية بقية…

إعداد:فاطمة الزهراء مزر

زر الذهاب إلى الأعلى